أكدت الممثلة اليمنية، منى الأصبحي، أن الدراما اليمنية تأثرت بشكل كبير نتيجة الأوضاع الراهنة والحروب التي تشهدها البلاد منذ قرابة 7 أعوام، مشيرة الى أن الدراما لها دور كبير في تجسيد معاناة الإنسان اليمني في مناطق الصراع، وإخماد النزاعات والفتن التي تؤجج العنف وتثير الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد.
وتصفها بأنها “أداة توعية ناعمة” قادرة على إيصال رسالة سلام إلى المجتمع الدولي والضمير الإنساني عبر أعمال تنطلق من مآسي الحرب والنزوح والحصار، وتخلق مبادرات مجتمعية للتخفيف من أوجاع الملايين جراء تفاقم جائحة الفقر والمرض والقحط وانعدام أبسط مقومات العيش.
محتوى هادف يخمد نيران الضغائن
وقالت منى خلال حوار خاص لـ “العربية.نت” إن الممثل اليمني يجب أن يكون جندي وئام وسلام أمام حرب المنشورات على منصات السوشيال ميديا، يتبنى خطاباً للتهدئة والتوعية، عبر محتوى هادف لا هادم، يعتمد أسلوباً مقاوماً لقهر الظروف وإطفاء نيران المشاحنات وتقديم دعم وإلهام إلى المجتمع.
رحلة درامية متألقة بإطلالتين سينمائيتين
إلى ذلك، تعد منى الأصبحي واحدة من ألمع نجمات الدراما في اليمن، وآخر عمل لها كان مسلسل “خلف الشمس” تم عرضه على قناة السعيدة.. انطلقت من المسرح منذ كان عمرها 8 سنوات، واستطاعت لفت انتباه المخرجين بموهبتها بسنّ الـ 15 عاماً، لتلعب دوراً ثانوياً في عمل درامي “الوصية”، ثم توالت عليها العروض، لتشارك ببطولة فيلمين سينمائيين هما “يوم جديد في صنعاء القديمة” وفيلم “الرهان الخاسر”. كما شاركت في المسلسل السعودي اليمني “خطوات على الجبال مع راشد الشمراني”. ولدى منى أعمال درامية أخرى أبرزها “عندما تبتسم الأحزان” وسلسلة “كيني ميني” ومسلسل “عيني عينك” و”أشواق وأشواك”و “الحب والثأر”.
ممثلة مؤثرة بـ 40 ألف متابع تنشر الحب في وجه الحرب
وأشارت منى إلى أنها كرست فنها في خدمة المجتمع، فلم يفوتها تقديم حلقات توعوية تطوعية عن أمراض السرطان إضافة إلى عمل أدوار لصالح منظمات إنسانية مثل منظمة اليونيسف من أجل نقل صوت معاناة الإنسان في بلدها. وأوضحت منى التي يتابعها قرابة 40 ألف متابع على فيسبوك بأنها تحرص على بعث رسائل إيجابية ملهمة تتبناها بصفتها مؤثرة من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية تجاه بلدها. وأضافت: “يجب علينا كممثلين ومؤثرين على منصات التواصل الدعوة إلى الجمال ضد القبح مهما كثرت المنغصات، وأن ننتصر للحب في وجه الحرب رغم كل خفافيش الظلام، ونرفع شعارات الحياة ضد سماسرة الموت”.
عمل درامي جديد في رمضان
وفي سياق فني، كشفت منى أنها تحضر لعمل درامي جديد يعرض في شهر رمضان على قناة “السعيدة”، من دون أن تخفي حجم التدهور والتأثر الذي ضرب قطاع الإنتاج الدرامي اليمني جراء ظروف الحرب والحصار وقلة موارد التمويل والدعم، مضيفة: “نعم تأثر المجال الفني والدرامي بشكل كبير، لكن بعض القنوات اليمنية حاولت نقل المعاناة بشكل رمزي جامع وموحد للوطن عن طريق اللهجات وتنوع المناطق وتغذيتها بما يخدم وحدة المجتمع”.
مؤثرون لايف ينشرون الأحقاد بألفاظ خارجة من أجل اللايكات
وأكدت منى أن الممثل اليمني لا يزال قادراً على لعب دور إيجابي مؤثر في وجدان المجتمع عبر أعماله التمثيلية، على عكس بعض المؤثرين الذين ساهموا بشكل سلبي في تغذية الضغائن والأحقاد وخرجوا على “اللايف” يناقشون موضوعات سطحية بألفاظ خارجة عن آداب المجتمع وتنافي قيمه وتقاليده، كان همهم فقط مضاعفة أرقام المتابعين وزيادة عدد اللايكات، بينما هناك مؤثرون حقيقيون بحسبها لكنهم اختفوا في حين أن المجتمع بحاجة لمن يرسخ قيم السلام والتعايش في البلد الحزين.
وتخاطب منى عبر “العربية.نت” كل مستخدمي التواصل بالأخص الشباب، قائلة: “أدعوكم جميعاً إلى محاربة محتوى التفرقة والشتات وتحطيم الذات اليمنية، مقابل محتوى قيمي وتاريخي عن اليمن وعرضه بأسلوب هادف يجعل المشاهد والمواطن يبحث عن الأمان والفخر والاعتزاز بوطنه رغم فداحة الآلام”.
كما شددت على أهمية نشر التوعية من أجل وحدة وطن وكرامة شعب. وأضافت: “للأسف في الآونة الأخيرة ظهرت شخصيات أثرت على المجتمع اليمني على مواقع التواصل، بتمزيق وحدته والتحريض على النزاعات أكثر من الحفاظ على أمنه وتعايشه”.