قال المونولوجست السوري مصطفى قلعجي، إن ملامحه وهيئته وحضوره المسرحي نسخة كاربونية من الشخصية الكوميدية غوار الطوشي، التي أصبحت ترافقه في الشوارع، وتعود معه إلى البيت، مفيداً أن هذه الشخصية لا تزال عالقة في أذهان الكثيرين من جميع البلدان العربية، معتمدا في تقديمه وتجسيده من خلال فن المونولوج.. وتحول من هواية إلى مصدر رزق.

فقد أصبح نجماً جماهيرياً على مسارح الفعاليات المجتمعية والتوعوية ويقدم من خلالها البهجة والرسائل والترفيه العائلي، من دون أن ينكر أن التقليد لطالما سبب له المتاعب مع المعجبين الذين يستوقفونه في كل مكان لالتقاط صور مع شخصية غوار، لكنهم لا يهتمون بشخصيته الحقيقية، إلا أن مصطفى لا يبدي انزعاجاً من ذلك، بل يتقبل الأمر بروح عفوية.

مرآة تعكس سيرة وجع الشعوب

إلى ذلك، أكد مصطفى قلعجي أن المونولوجست، يمثل مرآة تعكس سيرة وجع الشعوب، وتنقل الهموم والمعاناة من كواليس المجتمعات عبر قوالب كوميدية بأسلوب ناقد وساخر. كما ذكر قلعجي أنه قدم دورات كثيرة في مجال التمثيل المسرحي، وشارك في مهرجانات عديدة موجهة للطفل بسوريا، إلى جانب لعب بطولة مسرحيات في الأردن، أبرزها مسرحية غوار في وادي الغراب الأسود مع نجوم أردنيين.

وأضاف:” شاركت في مسلسل الشحرورة مع الفنانة كارول سماحة، من خلال أداء وتقليد شخصية الفنان دريد لحام”، كما شارك في إحياء عروض مسرحية كوميدية على مسرح الجناح السوري بالقرية العالمية، كما قدم عروضاً مخصصة للطفل في مركز مسافي الثقافي بالإمارات، وشارك في فعاليات أسبوع التراث السوري في قرية التراث بالشارقة.

هكذا تقمصت شخصية غوار .. وهذا الفنان أستاذي في التمثيل

وكشف مصطفى قلعجي في حواره مع”العربية.نت” أن كل من رآه من جميع البلدان العربية، يعتقد أنه غوار الطوشي، “وهذا الشبه لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة دراسة أبعاد الشخصية من ناحية الحركة والأداء وإتقانهما لتحقيق الإقناع والإمتاع للعيون والقلوب”.

وقال قلعجي إن شخصية غوار ساهمت في ذيوع صيته وانتشاره وشهرته، واكتساب محبة الجمهور، مشيراً الى أنه تتلمذ على يد الفنان نضال سيجري عبر دورات تمثيل مكثفة، واستطاع تقمص أداء الفنان دريد لحام في دور غوار، وتقديم شخصية الفنان ياسر العظمة، بأسلوبه المحبب.

وأضاف قلعجي: “أمتلك موهبة التقليد منذ الصغر، وأبرع في تقليد أصوات العديد من الممثلين أمثال ياسين بقوش “حسني البورزان”، إلى جانب أداء الفنان السوري ياسر العظمة، خاصة في الأغنيات التي كان يؤديها في سلسلة “مرايا”.

توثيق سيرة المونولوج ورموزه بهذه الطريقة

وحسب قلعجي، فإن فن المونولوج السياسي والاجتماعي كان مزدهراً في سوريا منذ أوائل الثلاثينيات بفضل الشاعر الشعبي “سلامة الأغواني” الذي وظف هذا الفن في التأثير على الجماهير التي كانت تتلقف وتحفظ كل ما يغني وينظم لأنه استطاع التعبير عن عواطف الناس ومشاعرهم وعدائهم للمستعمر الفرنسي، كما ظهر أيضاً الفنان رفيق سبيعي الشهير بشخصية “أبو صيّاح” فكان يغني للشباب وينقد تحركاتهم.

وتابع بالقول: “أتمنى عودة هذا الفن للساحة، مشدداً على أهمية توثيق سيرة أبرز رموز المونولوجست السوريين والعرب في كتب مطبوعة ومواد فيلمية مرئية لتكون مرجعاً ثقافياً وفنياً للدارسين والمهتمين، لما يحمله من قيم فنية هادفة تحمل رسائل ونصائح جوهرية تتضمن توعية مجتمعية بقوالب كوميدية مبهجة”.

فكرة عمل تلفزيوني عن غوار يخاطب الطفل

وضمن السياق، وبعيداً عن المونولوجست، لم يخف قلعحي حبه للمسرح، بصفته أبو الفنون، معتبراً أن مسرح الطفل هو أصعب أنواع المسرح، ذلك أن مخاطبة وعيه ووجدانه يعد تحدياً فنياً يتطلب إبداعاً غير عادي، لإيصال فكرة وزرع ابتسامة وإقناعه بنصيحة أو رسائل توعية سواء من خلال اسكيتشات أو أغنيات استعراضية. كما يأمل مصطفى تقديم عمل تلفزيوني للأطفال من خلال تقليد شخصية غوار.

أغنية لتلطيف وجع الحرب والنزوح

يشارك مصطفى دائماً في المهرجانات الوطنية التي تمثل بلده سوريا، ويصنف نفسه سفيراً للفن الجميل والقيم النبيلة التي تمثل ثقافة أبناء تدمر في كل مناسبة وفعالية يحييها، قائلا: “أغني دائماً للشعب السوري رغم وجعه الدامي ونزوحه بسبب الحروب، ولديّ أغنية تطلبها الجاليات بكل الفعاليات، هي “بكتب اسمك يا بلادي عالشمس اللي ما بتغيب”.

“عيلة غوار” يعكس هموم المجتمعات العربية

يسعى مصطفى ضمن فن المونولوجست إلى تقديم عروض عن بُعد، من خلال تسجيل أعمال فنية في بودكاست أو فيديوهات على سوشيال ميديا، ويقول: “أعتزم تقديم عمل إذاعي يتضمن 3 شخصيات هي غوار وياسين وحسني، يعكس تطور تلك الشخصيات مع هذا الزمن بطابع كوميدي، لافتاً إلى أن لديه سيناريو جاهز لمسلسل كوميدي هادف يحاكي المتغيرات الحالية بكل الهموم التي تعيشها المجتمعات العربية، سمّاه “عيلة غوار” ويبحث عن شركة إنتاج تتبنى إنتاجه وتصويره.

alarabiya.net