يعود المخرج الهولندي المثير للجدل بول فيرهوفن وفيلمه الجديد “بنيديتا” الذي أثار جدلا واسعا بعد عرضه في المهرجان وكان النقاد قد تحدثوا عن الفيلم وما سيثيره من جدل قبل عرضه.
الفيلم تحفة سينمائية استطاع المخرج فيرهوفن من انتزاع التصفيق بعد عرضه في المهرجان، ويتناول الفيلم قصة حقيقية وقعت لفتاة صغيرة تدعى “بنيديتا كارليني” تهبها عائلتها الثرية وهي صغيرة إلى الدير وتظهر عليها كرامات حيرت عقول الكثيرين من حولها وتبدأ مع بداية الفيلم عندما تتعرض عائلتها قبل أن تدخل الكنيسة في مدينة بيشا الإيطالية تأتي مسرعة لتصلي أمام تمثال للسيدة العذراء فيخرج عليهم مجموعة من اللصوص وأخذوا قلادة والدتها الذهبية فتصرخ في وجوههم محذرة بأن العقاب قادم بسرعة ومع ضحكات هستيرية للصوص تهب رياح قوية يخرج الطير من الشجرة وتضع برازها على وجه اللص فيعتقد بأنها صدقت ويهرب اللصوص خوفا من عقوبة أشد عليهم، ثم تتوالى المشاهد التي تحمل كرامات تقوم بها بنيديتا .
فيلم بينيديتا
بين الخيال والوقع
ينقلنا المخرج فيرهوفن بفيلمه “بنيديتا” في مناطق محرمة تجمع الخيال بالواقع والمقدس بالممنوع وندخل معه بعمق الأحداث فيجعلنا نعيش معه تارة في الخيال وتارة أخرى كأننا نعيش الواقع رغم الأسئلة الصعبة التي يطرحها الفيلم عن أسرار الكنيسة وما يدور داخل جدرانها وعالمها الخفي، إضافة إلى تناوله الاضطرابات الدينية وما عمله مرض الطاعون الأسود الذي قتل ثلثي سكان أوروبا في القرنين السادس والسابع عشر واجتاح كل أركان القارة ناشرا الموت في كل مكان، والفتاة القديسة قالت إن الطاعون لا يصل إلى مدينتهم بيشا وإن الرب سيحميهم، وهذا ما حدث ورغم ذلك تقوم الكنيسة بمحاكمتها وتنتزع منها اعترافات تحت التعذيب الجسدي فيحكم عليها البابا حرقا في النار أمام مرأى الجميع ويتم تخليصها وهي كرامة جديدة.
تفاصيل غامضة تكشف من جديد
ظلت تفاصيل قصة حياة تلك القديسة بنيديتا مجهولة قامت بإزاحة الستار عنها المؤرخة الأميركية جوديث براون، باكتشافها ملف محاكمتها في مدينة فلورنسا التاريخية.