تأخذ سعودية تدرس في جامعة ليدز ببريطانيا، أكلات شعبية إلى مقر الجامعة، حتى نمت لديها فكرة كتاب باللغة الإنجليزية يحكي وصفات الطهي للأكلات السعودية، بعد أن سيطرت عليها مشاعر الغربة، مستغلة بذلك أوقات الحجز بسبب انتشار فيروس كورونا، ليكون كتابها اليوم في مقدمة مواقع البيع الالكترونية العالمية.
الدكتورة أميرة الحارثي، عضو هيئة تدريس بجامعة الطائف، حولت غربتها إلى قصة نجاح، لتحكي لـ”العربية.نت”، قصتها مع مهارات الطبخ التي تعلمتها من والدتها وأختها الكبيرة، تقول: “حين انتقلت أنا وأخي للدراسة في بريطانيا، وبدأنا في معهد اللغة، وكنا نطبخ وجباتنا سوياً أو بالتناوب، ونجهز وجبة الغداء لليوم الآخر لأخذها للمعهد، وكان معهد اللغة مليء بالطلبة مختلفي الجنسيات، ويسألون دائماً عن وجبتي واسمها وكيفية إعدادها، لذا أصبحت أبحث عن الوصفة في الانترنت باللغة الإنجليزية، وفي أحد الأيام طلبتني موظفة الاستقبال لمساعدتها في كتابة مقادير وطريقة إعداد الكبسة السعودية، لتقوم بتوزيعها على الأسر المستضيفة للطلاب السعوديين، لأن الطلاب كانوا يطلبونها من أصحاب المنازل، وبالفعل كتبتها لها وطبعتها ووزعتها الموظفة على بعض الأسر المستضيفة، ثم صادفتني في الممر وشكرتني وأخبرتني أن إحدى الأسر أعدت الوجبة كمفاجأة للطالب السعودي، وكان سعيدًا بهذه المفاجأة”.
وأكملت القصة: “تكررت المواقف حتى أصبحت رائحة الطعام الزكي، دليل تواجدي في استراحة الغداء، حتى عششت فكرة تقديم بعض وصفات من المطبخ السعودي، ولكن لم أعرف حينها كيفية طريقة إخراجها، هل كتاب أو مدونة أو مطعم في بريطانيا، ولكن ضغط دراسة الدكتوراه جعلني أؤجل الفكرة، وعندما بدأ العالم يعاني من أحداث كورونا، وكنت في بداية فترة كورونا في شهر مارس متواجدة بالسعودية، ولكن اضطررت للعودة لبريطانيا بمفردي لإنهاء دراسة الدكتوراه، وهنا بدأت بالتفكير جديًا في كتابة كتاب صغير لوصفات الأكلات السعودية، وكانت الخطة الأولية كتابة 10 وصفات، وعرضت الموضوع أولًا على والدتي الحبيبة وكعادتها دائمًا كانت مشجعة وداعمة، وبدأت في اقتراح بعض الوصفات، ثم بعد ذلك أخبرت والدي و أخواتي وإخواني، وكان تشجيعهم كبير واقتراحاتهم جميلة.
وأضافت: “لقد بدأت بإعداد قائمة بالمحتويات وتطور الأمر من 10 وصفات إلى 48 وصفة ما بين وجبات إفطار وأطباق جانبية ومقبلات، وبعض الأطباق ابتكرتها شخصيًا أو استوحيتها من وصفات في مطابخ عالمية، والبعض الآخر وصفات معروفة ولكن حاولت تبسيط طريقة تحضيرها”.
وأوضحت: “حاولت أن أجعل الوصفات سهلة العمل، وأن أكتب المقادير بطريقة مبسطة يستطيع الشخص غير الخبير بالطبخ أن يتبعها، عبر توضيح المقادير بالتفصيل بالأكواب والنظام المتري (جرام و مليليتر)، وكذلك طريقة الإعداد بطريقة مبسطة وواضحة ايضًا، والتي لا تحتاج إلى أواني كثيرة أو أجهزة معقدة”.
عمدت الحارثي أن يكون الكتاب مكتوب باللغة الإنجليزية ليصل لأكبر عدد ممكن من الناس حول العالم، ومعد بأيدي سعودية، حتى يكون محتوى أصيل، وقبل اتمام المحتوى أخبرت مشرفي لمرحلة الدكتوراه، وكانا متحمسان جدًا وأعجبا بالصور والفكرة، وهنا بدأت بالقراءة حول أماكن النشر، واخترت النشر عن طريق الانترنت ليصل أكبر فئة ممكنة من الناس.