“كلمة السر كانت وستظل هي الحب، فقد امتلك هذا الفيض من الرصيد النادر، وانفتحت له مفاتيح القلوب”.. كانت تلك الكلمات التي كتبها الناقد الكبير طارق الشناوي ليصف بها حالة السعادة التي انتابت غالبية الوسط الفني مع إعلان تكريم الفنان كريم عبدالعزيز في الدورة الـ 43 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

بينما أعلن كريم ليس فقط بشعوره بالسعادة ولكن بالفخر الشديد أن يرتبط اسمه بمهرجان القاهرة ويكون ضمن قائمة المكرمين الطويلة التي يضمها تاريخ المهرجان منذ بداية سنواته الأولى، وتتكون من عدد كبير من الأسماء البارزة واللامعة في تاريخ الفن في العالم وليس في مصر فقط. وفي تصريحات خاصة لموقع العربية.نت تحدث عن هذا التكريم وشعوره تجاهه وعن أعماله الجديدة، ومنها “كيرة والجن” و”الاختيار 3″ وعن علاقته بالنجوم الكبار والسينما ومدى ارتباطه بها وعن الدراما التلفزيونية.

وعن شعوره بالتكريم الذي يعتبر وساما على صدر عدد كبير من النجوم كما يصفون قال “إنه بالطبع وسام، فأن أتسلم تكريما أو جائزة تحمل اسم الفنانة العظيمة الراحلة فاتن حمامة، فهو بالنسبة لي أمر غير عادي بالمرة فهو قيمة وشرف لأي فنان يتم التكريم بها، كما أنه أكبر تكريم سواءً بسبب أنه يحمل اسم الراحلة أو أنه من مهرجان القاهرة الدولي، فأنا فرحان بالتكريم من مهرجان عريق وعظيم وأعتبره تكريم العمر، لأن هذه الأيام التي أعيشها الآن هي أهم أيام حياتي، ولذلك وجهت الشكر لرئيس المهرجان محمد حفظي وجميع القائمين عليه”.

وحول من يريد أن يتوجه له بالشكر على تكريمه والمكانة التي وصل إليها الآن أشار “أخص بالشكر أولا أسرتي وأولهم والدي وأستاذي ورئيسي المخرج محمد عبدالعزيز، كما أوجه الشكر لوالدتي وزوجتي والتي أكملنا معا 15 عاما كاملين، وأحمد الله كثيرا على فضله، فنحن جيل تربينا على أيدي أساتذة كبار علموني كيف نحترم فننا ونحترم الناس، وهناك أسماء أوجه لها الشكر، لأنه لولاهم لما كنت متواجدا أمام حضراتكم، فأول مشهد قدمته وأول جملة لي كانت من كتابة الأستاذ الراحل وحيد حامد، الاسم الثاني هو المخرج شريف عرفة اللي آمن بموهبتي.. ألف شكر”.

كما عبر عن امتنانه وشكره لكل مخرج عمل معه خلال مسيرته الفنية قائلا “لا يوجد مخرج لم يضف لي، فقد عملت مع ساندرا نشأت وشريف عرفة ومروان حامد وكل مخرج يترك بصمة بداخلي، أما عمالقة الفن مثل عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف وأحمد زكي فكانوا بمثابة البوصلة التي توجهني خلال مشوار عملي وتعلمت منهم الكثير والكثير”.

وعن كون دراسته للإخراج ساعدته في أن يحترف التمثيل بتلك الطريقة قال “لقد نشأت في بيت فني، وهي نعمة كبيرة من الله، فقد تعملت من والدي احترام الفن وأن أمتلك وجهة نظر خاصة بي، فقد نشأت في بيت مخرج علمني كيف أفكر وأعبر عن رأيي وقراراتي، بالإضافة إلى دراستي للإخراج، فقد أفادتني كثيرا في التمثيل على الرغم من إشفاق والدي علي من دخول عالم الفن، ولكني دخلته بكامل إرادتي وبدأت من فيلم “أضحك الصورة تطلع حلوة”، والصراحة كنت خائفا في بداية العمل، حيث أعطاني المخرج شريف عرفة مشهدا من الفيلم لأحمد زكي وقالي لي “أريدك أن تقدم هذا المشهد”، وفي الحقيقة أعتبر العمل مع هؤلاء العمالقة توفيقا من الله في بدايتي وشعرت أنني مدفي بالكبار في عملي”.

ووجه نصيحة للشباب من الفنانين حول النجومية قائلا “أفضل شيء في النجومية ألا تشعر بها، وأكبر نصيحة للنجوم الشباب هي حب شغلك واحترمه ومواعيدك، ولذلك نصيحة والدي كانت “إننا لم نخترع السينما، ولكنها إرث من سبقونا، وحافظوا عليها، ولذلك عليك احترام صناعة السينما والورق والمواعيد”، كما أن عملي لا يجعلني أتدخل في الورق أو الإخراج، ولكن هناك مناقشات مستمرة مع المخرج والمؤلف، والسبب هو دراستي للإخراج”.

وعن الصعوبات والمشكلات التي واجهته قال “لا يوجد عمل بدون صعوبات خاصة كوجه جديد تبحث عن فرصة في السينما وتريد أن تبني اسمك بعدما تثبت نفسك، فتتوجه إلى مرحلة ثانية تقدم أعمالا ناجحة، ثم مسؤولية الحفاظ على الاسم والنجاح، إلى جانب أننا كجيل عشنا تغيرات كبيرة سياسية واجتماعية، وأعتقد أنها أصعب الصعوبات التي مرت علينا كجيل، بالإضافة إلى أننا نأخذ وقتا طويلا في التحضيرات عكس الجيل الذي سبقنا في غزارة الأفلام، وكانت غلطة أصبحت سمة جيل بأكمله، وبدأنا تغييره وهو عتاب لي ولجيلي، ولكننا غيرنا هذه الاستراتيجية، كما أننا لم نترب على فكرة نمر وان وتصدر المشهد بل تربينا على تمني الخير لبعض، وأن يحب الجمهور عملنا، ولدينا يقين أن الدنيا يوم فوق ويوم تحت فقط”.

وحول ما إذا كان سيفكر في خطوة الإخراج مثلما قام العديد من نجوم هوليوود بذلك قائلا “لا أعرف متى سأتمكن من القيام بتلك الخطوة، ولم أضع أي خطة لذلك أو موعدا بتحقيق حلم الإخراج ولكنه من الأمور التي أتمنى أن أحققها”.

وعن عمله الجديد وشكله الذي ظهر به أثناء تسلمه تكريمه قال “إن السبب في هذا اللوك هو فيلم “كيرة والجن” مع المخرج مروان حامد، حيث أقدم فيه شخصية أحمد عبدالحي وهو طبيب بشري وكان موجودا في الحقيقة، ويجب تقديمه على أكمل وجه، فتقديم الشخصية صعب جدًا، لأن فيه حقوقا بينك وبين الشخصية لذلك الموضوع صعب، الفيلم مأخوذ عن رواية “1919” لأحمد مراد يرصد من خلالها حقبة مهمة في تاريخ مصر أثناء ثورة 19، إذ يتناول العمل واقع المجتمع المصري في فترة الاحتلال الإنجليزي إبان ثورة 1919، ويكشف عن قصص حقيقية لمجموعة من أبطال المقاومة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي وقت ثورة 1919 حتى عام 1924، وذلك من خلال أبطال منسيين خاضوا معارك وتضحيات جريئة من أجل الاستقلال، لتكتشف للأجيال الصغيرة مدى حب المصريين لبلدهم وأرضهم”.

وعن الجديد أيضا قال “أشارك في رمضان المقبل بالجزء الثالث من مسلسل الاختيار مع أحمد عز وأحمد السقا وسعيد بهذه التجربة، وعلى الرغم من عشقي للسينما وهي الأفضل بالنسبة لي على الدراما التلفزيونية، فأنا لا أفضل العمل سنويًا بالتلفزيون ولكن هناك أعمال وطنية ويكون لها طبيعة خاصة لا يمكن رفضها ووقتها أخرج عن أي قاعدة من أجلها مثل مشاركتي بمسلسل “الاختيار”، فالبعض يرى أن التلفزيون يحرق ممثل السينما ولكنه قد يصبح مفيدًا لنجم السينما لإقبال الجمهور على فيلمه بعد نجاحه.

alarabiya.net