في مرمى نيران الهجوم، هكذا وجد المخرج المصري، عمر الزهيري، نفسه بعد أول تجربة سينمائية له، استطاع من خلالها أن يحقق الجائزة الكبرى من أسبوع النقاد بمهرجان “كان”.
وفي مهرجان “الجونة” السينمائي، كان الزهيري ينتظر الاحتفاء بما حققه، في العرض الأول لفيلم “ريش” داخل الوطن العربي، ولكن كعادتها، تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
وجد المخرج الشاب نفسه محاصراً بالاتهامات، التي وصلت إلى الإساءة بفيلمه لسمعة مصر، وبات مطالبا بالتوضيح والتفسير، وهو ما حدث بعد ظهر الاثنين.
وأثناء تواجد المخرج المصري في مؤتمر صحافي على هامش مشاركته بمهرجان الجونة، التقته “العربية.نت” في لقاء خاص، لاستيضاح الحقيقة بشكل كامل.
من فيلم “ريش”
وكان التوتر هو المسيطر على الموقف في بداية المؤتمر الصحافي، وثار السؤال الأول حول المنتجة، شاهيناز العقاد، المشاركة في إنتاج الفيلم.
والتقطت المنتجة الكلمة سريعاً قبل أن يرد المخرج، وأكدت أن الفيلم غير جماهيري، ثم تحدث الزهيري ليؤكد أنه استمع إلى ما جرى عقب عرض الفيلم، ولكنه كمخرج عبر عن وجهة نظره السينمائية من خلال فيلمه، وكل مخرج يقدم السينما التي يؤمن بها ويرغب فيها من خلال أعماله.
واعتبر أنه وجيله من السينمائيين صاروا يقدمون أعمالا مختلفة، وبالتالي من الطبيعي أن يحدث الصدام، ولكنه كمخرج لا يملك سوى أن يقدم الفيلم، وفيما يخص ردود الأفعال فهي دائما ما تكون غير متوقعة.
وعادت المنتجة بعد أن هدأت لتؤكد أن الفيلم لا علاقة له بمصر، حيث قام المخرج بتشكيل المجتمع الخاص به، ولا يوجد أي خط سياسي داخل العمل على الإطلاق.
الفيلم تم التحضير له لسنوات، وانتهى تصويره في 5 أسابيع، واختار له المخرج أبطالا لم يشاركوا بالتمثيل من قبل، واعتمد على طبيعتهم في المواقف التي يوضعون فيها.
“الزمن هو أفضل حكم على الأفلام”.. تلك الجملة التي اختارها المخرج الزهيري، ونقلها على لسان المخرج الكبير داود عبد السيد، ليؤكد أن مرور الوقت هو ما سيحكم على التجربة بالنجاح أو الفشل، مؤكداً أنه ليس المخرج الأول ولن يكون الأخير الذي يخلق حالة من الارتباك بعمل فني.
ورغم الضجة الحادثة عبر الزهيري عن سعادته بردود الأفعال المختلفة سواء كانت مرحبة أو رافضة، حيث اعتبرها أمراً إيجابياً.
واستشهد المخرج بالنقد العربي قبل الأجنبي، وقال إنه جاء في صالح الفيلم، مشددا على أن العمل يأتي في صالح جيله ممن يحلمون بسينما مختلفة.
وفيما يخص الوصول للمعادلة الصعبة وتقديم فيلم يرضي النقاد والجمهور في نفس الوقت، أشار المخرج إلى ضرورة كسر الحاجز في البداية وتقديم أعمال مختلفة.
وكشف المخرج أن الفيلم سيطرح تجاريا في شهر ديسمبر المقبل قبل نهاية العام، ملمحا إلى أنه سعيد للغاية بالحالة التي تسبب فيها الفيلم، الذي يرى أنه في النهاية ملك للجمهور.
وذكر الزهيري أنه لم يتوقع أن يهتم أحد بالسينما التي يقدمها، خاصة أنه كان يقوم بالتجريب، ولكنه فوجئ بالاهتمام، معتبرا أنه شخص كان يبحث عن الصدق.
وفيما يخص اختياره لأبطال ليسوا ممثلين بالأساس، أوضح الزهيري أنه اختار ما يناسب عالمه السينمائي.