5 أيام مرت على طرح الجزء الأول من المسلسل المصري “ما وراء الطبيعة”، المأخوذ عن روايات الراحل أحمد خالد توفيق، وبات العمل المصري الأول الذي توقع عليه شبكة “نتفليكس”.
ذلك العمل الذي كان ينتظره محبو روايات “ما وراء الطبيعة” التي بيع منها ما يقرب من 15 مليون نسخة، وصارت واحدة من أشهر السلاسل التي كان الجمهور ينتظر تحويلها إلى عمل درامي بفارغ الصبر.
المسلسل الذي قدمه المخرج عمرو سلامة وقام بأداء الشخصية الرئيسية به الفنان أحمد أمين من خلال دور “رفعت إسماعيل”، أحدث ردة فعل كبيرة خلال الأيام الماضية.
أحمد أمين في مشهد من المسلسل
وبات العمل في المركز الخامس عشر لأكثر الأعمال شعبية عبر موقع “Imdb” العالمي، وهو ما علق عليه المخرج عمرو سلامة بكون الأمر مرتبطاً بالرواج الذي يشهده المسلسل في الوقت الحالي فقط وتفاعل الجمهور معه عبر الموقع العالمي.
كما نالت حلقات المسلسل الست تصنيفات مرتفعة للغاية عبر الموقع المعني بتقييم الأعمال الفنية، في ظل تجاوب عدد كبير من محبي المسلسل معه ودخولهم إلى الموقع من أجل تقييمه.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تمكن المسلسل في خلال أيام عرضه من الوصول إلى قائمة الأعمال الأكثر رواجا عبر منصة “نتفليكس” في مصر وعدد كبير من البلدان الأوروبية أبرزها فرنسا وألمانيا وبلجيكا، حسبما أعلنت منصة “نتفليكس”.
وعبر السوشيال ميديا تفاعل الجمهور مع أحداث المسلسل، ولعل الطفلة ريم عبد القادر التي شاركت في بطولة المسلسل وقدمت شخصية “شيراز”، والتي تسببت في رعب كبير للمشاهدين بسبب طبيعة دورها.
قناة “العربية” أجرت لقاءات حصرية مع أبطال العمل، تحدثوا خلالها عن تفاصيل شخصياتهم وكواليس العمل.
مشهد من المسلسل
الفنان أحمد أمين، بطل المسلسل، تحدث عن أدائه شخصية “رفعت إسماعيل”، مؤكدا على كونه ذاكر الشخصية بعناية وكوّن لها صورة في خياله، خاصة أنه واحد من محبي الرواية والشخصية. كما رفض فكرة أن يتم تصنيفه ممثلا كوميديا فقط، بل شدد على قدرته على تمثيل كل الأدوار.
وكشف الفنان المصري عن تلقيه دروساً في الكتابة، خاصة أن مخرج المسلسل رأى أن حسن الخط كان يميز الشخصية في الماضي، وتظهر مشاهد كثيرة للبطل وهو يكتب، كما حصل على دروس في الرسم من أجل إجادة العمل. كما كشف عن حضوره لبعض الدروس الطبية لخدمة العمل أيضاً، مشيراً إلى أن التحضير للعمل استغرق شهوراً.
وكان اختيار أمين لأداء الشخصية مفاجئا للجميع في البداية، خاصة أنه فنان كوميدي على عكس ما تتطلبه الشخصية، وكانت هناك توقعات وملصقات مبتكرة من قبل الجمهور، تضع أبطالا آخرين، قبل أن يفاجئهم أمين بما قدمه.
الفنانة رزان جمّال، من جهتها، قالت إن دور “ماجي” هو حلم لأي ممثلة، معربة عن سعادتها بالعمل ككل، وبالتعاون مع كل صنّاع المسلسل.
وأضافت أنها بدأت بالتحضير بالسفر إلى اسكتلندا (بما أن الشخصية التي تلعبها من اسكتلندا) لكي تتعلم كيف يمكن أن تؤدي وكيف تتكلم، كما قرأت عن التاريخ الاسكتلندي أيضاً.
من جهته، قال المخرج عمرو سلامة إنه تأثر بسلسلة كتب “ما وراء الطبيعة”، وهي ربما تكون أول كتب قرأها إلى جانب كتب الدراسة، مشيراً إلى أنه بدأ في التحضير للمسلسل من 2006، قائلا: “لطالما حلمت بإخراج مثل هذا العمل، الذي توقعت أن يكون مختلفاً”.
وأضاف أن المسلسل من النوعية التي بها متطلبات إنتاجية صعبة جداً، وربما أن تلك المتطلبات لا تتوفر إلا في نوعية “مسلسلات رمضان”، إلا أنه لا يناسب العرض خلال شهر رمضان، فكان هذا هو أبرز التحديات التي واجهت صنّاع العمل، لأنه ببساطة ميزانيات الأعمال الرمضانية تكون أقل بكثير من ميزانيات لأعمال خارج رمضان.
آية سماحة، التي تلعب شخصية “هويدا” في المسلسل، قالت إن الرواية كعمل أدبي لها قاعدة جماهيرية كبيرة، مشيرة إلى أنها لم تعمل بمثل هذه النوعية من المسلسلات من قبل، فكان عليها أن تقدم كل ما في وسعها لإنجاح العمل.
وعن اهتمام “نتفلكس” بمثل هذا العمل، واختيار مصر كمكان لأول إنتاج عربي لها، قال أحمد الشرقاوي إن الرواية، للدكتور الراحل أحمد خالد توفيق، لها متابعون كثر من داخل وخارج مصر، كما أن الرؤية التي قدمها عمرو سلامة وشغفه بالرواية كان عاملا مساعداً ومشجعاً للدخول في مثل ذلك المشروع.
وأضاف أن مشروع “ما وراء الطبيعة”، بمكوناته وعالمه الخاص، ارتأينا أنه الخطوة الصحيحة للبدء به في إنتاجنا داخل مصر، التي تتميز بإنتاجها السينمائي والتلفزيوني المميز. كما تعمدنا أن تكون مصر، “بلد المنشأ” في الرواية، أن تكون هي التي تقوم بالعمل بالكامل، بالرغم من المشاركات العربية الأخرى في العمل، إلا أن أغلبية مكونات العمل مصرية.