شهد رمضان الماضي بالنسبة له العديد من الأمور التي تحدث له للمرة الأولى طوال مشواره الفني منذ مشاركته في الجزء الرابع من “ليالي الحلمية” عام 1992، فهي المرة الأولى التي يتحول فيها إلى تاجر مجوهرات في سوق الصاغة، ويدخل عالمها الحقيقي ليتعلم كل كبيرة وصغيرة بداخله ليقدمها على الشاشة بشكل متمرس، ولأول مرة يجمعه عمل درامي بالمخرجة شيرين عادل، ولأول مرة يجتمع أيضا مع محمد إمام وهنا الزاهد ومؤمن نور وعدد من النجوم الشباب المشاركين في مسلسل “النمر” الذي حقق نجاحا كبيرا مع عرضه الأول في رمضان، وتصدره التريند، ومع عرضه الثاني حاليا.
لذلك اعتبرها تجربة مختلفة وثرية كما وصفها لموقع العربية.نت في حواره معه، مشيرا إلى أن وجود روح الحب والتعاون في الاستديو كانت السبب في كل هذا النجاح.
محمد رياض
مسلسل “النمر” حقق نجاحا كبيرا هل توقعته؟
جميعنا كنا نتوقع النجاح ولكن ليس بهذا الحجم، فقلد كانت ردود الأفعال إيجابية على مواقع التواصل الاجتماعي من الجمهور، والحقيقة كانت إيجابية أكثر مما توقعت، لأن هذا الرأي هام بالنسبة لي، وأشكرهم على ما كتبوه عن العمل وعن دوري، فأنا لم أتخيل كل هذا التفاعل من الجمهور على مستوى الوطن العربي، فالمسلسل من المسلسلات الناجحة جدا هذا العام، ونسب مشاهدته عالية جدا.
من برومو مسلسل “النمر”
وكان المسلسل تريند بشكل كبير، كما وصلتني مكالمات إشادة كثيرة من عدد من النجوم وفي مقدمتهم الأستاذ صلاح عبد الله وزوجتى رانيا محمود يس رغم أنه من الصعب جدا أن يعجبها أي عمل بالإضافة إلى النقاد والصحافيين والإعلام.. والحقيقة أن فريق العمل المشارك في المسلسل هو سر نجاح العمل، بالإضافة إلى أن العمل حمل التوليفة المحببة للجمهور حيث جمع بين كونه عملا اجتماعيا كوميديا وأكشن.
وما الذي جذبك للعمل؟
السيناريو كان ما جذبني لهذا العمل المميز، فالنص الذى كتبه محمد صلاح العزب نال إعجابي منذ أن بدأت قراءته، بالإضافة إلى أن شخصية “الشيمي رضوان” تاجر الذهب، شخصية جديدة دراميا علي، فلم أقدمها من قبل، كما أنها ثرية للغاية.. شخصية الشيمي رضوان، والتي أعتبرها من أمتع الأدوار التي قدمتها، كونها شخصية إنسانية لها عدة جوانب، جانب مهني وهو الجانب الشرير نوعا ما وذلك ليكون كبير سوق الصاغة، بينما الجانب الآخر هو الأسري وطريقة معاملته مع ابنته ملك بالإضافة إلى الجوانب النفسية المتعددة للشخصية.
وكيف كان استعدادك للشخصية؟ خاصة وأنك تحب دائما أن تكون ملما بكافة تفاصيل الشخصية؟
السيناريست محمد صلاح العزب نقل كل تفاصيل الصاغة وكتبها في النص، وتخيلت شخصية الشيمي بعد قراءتي للسيناريو بتعمق، وبحثت عن تفاصيلها، واستعنا بأشخاص من الصاغة، وكانوا متواجدين معنا طوال فترة التصوير للتعرف على أصول وتفاصيل المهنة، وما يقوم به أهل الصاغة.. فكل مهنة لها أصولها وتفاصيلها التى لا يعرفها سوى أهل المهنة، ثم جاءت مرحلة ترتيب تفاصيل الشخصية من ملابس وطريقة الكلام وطبيعة علاقة الشخصية بالشخصيات الأخرى، وكذلك علاقتها وطريقة تعاملها مع الأسرة والعائلة.
لقطة من مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”
هل هي المرة الأولى التي تعمل فيها مع المخرجة شيرين عادل؟
بالفعل إنه العمل الفني الأول الذي يجمعني بالمخرجة شيرين عادل، ولقد كنت متحمسا للعمل معها بشكل كبير، فهي ناجحة ومميزة وتهتم بالتفاصيل، وتمكنت من جعل جو التصوير تسوده حالة من الدفء وروح الأسرة، كما أنها تلاحظ كل شيء، فهي تريد أن تقدم عملا مميزا، وأجبرت الجميع أن يقدم عملا مختلفا ومميزا، كما أنها على المستوي الإنساني “دمها خفيف جدا”، ولذلك لقد استمتعت كثيرا في كواليس العمل معها، والتي كانت تسودها المحبة والتعاون والاحترام المتبادل.
مع زوجته الفنانة رنيا محمود ياسين
وما رأيك في العمل الأول لك مع محمد إمام؟
تجربة هائلة، وممتعة جدا بالنسبة لي في التعاون للمرة الأولي مع إمام، فهو ممثل مجتهد، وموهوب، كما أنه إنسان محترم، يجيد التعامل مع كل الناس، كما أن العمل ممتع مع هنا الزاهد، فهي ممثلة جيدة وتلقائية، وسعيد أيضا بتعاوني لأول مرة مع الرائع بيومي فؤاد، فهو ممثل متمكن وموهوب جدا، بخلاف خفة دمه المنقطعة النظير، وبالطبع لن أغفل صديقتي نيرمين الفقي التي سعدت كثيرا بالتعاون معها مرة أخرى بعد غياب طويل.
وكيف ترى أجواء التصوير في ظل انتشار فيروس كورونا؟
بالتأكيد الأجواء صعبة ولكن المنتج وفر كل الإجراءات الاحترازية، لحماية كل فريق العمل، والجميع كان ملتزما بكل التعليمات، والحذر أمر ضروري، وبالرغم من هذه الأجواء بذل فريق العمل مجهودا كبيرا حتى يأتي المسلسل بصورة مشرفة
مع محمد إمام
وهل تعتبر مسلسل “النمر” من الأعمال المهمة بالنسبة لك؟
بالتأكيد، فلقد أعطاني حيزا جديدا ومتنفسا لدور مختلف، فبعد مشوار طويل أصبح لديّ مساحة للتجريب وتنويع الشخصيات، ولكن هذا لا يعني أن هناك العديد من الأعمال التي قدمتها طوال مشواري ليست مهمة، فهناك العديد من الأعمال التي اعتبرها مهمة بالنسبة لي منها “لن أعيش في جلباب أبي” و”الضوء الشارد” و”امرأة من زمن الحب” و”مشوار امرأة”، بالإضافة إلى الأعمال الدينية.
ولكن “لن أعيش في جلباب أبي” له خصوصية لدي، كما له خصوصية لدى الجمهور. فبالرغم من مشاهدته مئات المرات، والمشاهدون حفظوا الحوار عن ظهر قلب، ولكن في كل مرة يعاد عرضه كأنه يعرض للمرة الأولى فهذا العمل صنع ذاكرة الفيديو.
وما رأيك في “التكنيك” حاليا مقارنة بالأعمال التي قدمتها من قبل؟
الإنتاج و”التكنيك” أقوى هذه الفترة من أيام زمان بسبب التقنيات الحديثة من تصوير وإخراج والمعدات وغيرها، ولكن ينقص الأمر الموضوعات المميزة و”الحلوة” في الكتابة، ففي فترة “لن أعيش في جلباب أبي” كان هناك وفرة في الموضوعات لأنه في هذا التوقيت كان هناك العديد من العمالقة في التأليف أمثال أسامة أنور عكاشة ومصطفى محرم ومحفوظ عبدالرحمن ومحمد صفاء عامر وغيرهم، كلهم جيل عظيم.
وما الجديد الذي تعمل عليه حاليا؟
أقوم حاليا بالتحضير لعمل درامي مهم اسمه “الحلم” وهو مسلسل اجتماعي يناقش مشاكل العشوائيات، خاصة مع تصدي مصر لهذه المشكلة بشكل كبير، وهو من تأليف محمد رجاء وإخراج حسني صالح ويشاركني بطولته عدد كبير من النجوم منهم صابرين وأنوشكا ووفاء عامر وكمال أبو ريا ومجموعة كبيرة من النجوم، فهو عمل مهم، كما أن الشخصية مختلفة عن كل الأدوار التي قدمتها من قبل.