يحقق المخرج المغربي نبيل عيوش مشروعه السينمائي بالمشاركة الرسمية لمسابقة الأفلام الرسمية لمهرجان كان السينمائي بفيلمه “علي صوتك” الذي استغرق العمل في كتابة السيناريو وتصوير الفيلم نحو السنتين، وصُور في ضواحي “كازبلانكا” وفي نفس البيئة الفقيرة التي صور بها أفلامه السابقة “ياخيل الله” وهي نفس الرسائل يكررها في فيلمه الجديد “علي صوتك”.
ونسمع واضحا صوت المخرج عاليا وهو يوجه رسائله الأخيرة “حان الوقت لانتشال الشباب من التطرف والإرهاب وإغراءات داعش والقاعدة، وهي رسائل بالتأكيد قد وصلت إلى السلطات الفرنسية، للاهتمام بضواحيها البائسة وشبابها الذي يبحث عن مستقبل غير واضح المعالم في بلد صناعي ولديه موارد كبيرة لكن شباب الضواحي تبحثون عن عمل”.
ويدعو المخرج عيوش في فيلمه إلى فتح المزيد من المراكز الثقافية للشباب وإقامة ورش العمل للموسيقى والفنون واكتشاف المواهب وتفجير طاقاتهم المكمونة.
قبل فوات الأوان
ويروي لنا “أنس” معلم الفنون السابق في الفيلم الذي يتم تعيينه في مركز سيدي مؤمن في حي بائس وفقير بمدينة كازابلانكا تجربته الناجحة، حيث يلتقي مجموعة من الشباب لديهم مواهب في التأليف والغناء، يعمل على تشذيبها وتطويرها من خلال مختبره الموسيقي في المركز الثقافي “سيدي مؤمن”. شباب يبحثون عن معرفة موسيقى “الهيب هوب” رغم فقر الحال الذي يمرون به، وبعد إقناع ذوي الشباب والتدريبات اليومية يتحقق الحلم وتصبح أصوات الشباب مسموعة في كل مكان، وهي بالنتيجة صوت المخرج نبيل عيوش وفريقه في الفيلم إلى العالم للانتباه إلى الشباب قبل فوات الأوان.
“علي صوتك”.. 102 دقيقة من الجماليات في الصورة التي أظهرت الحي الفقير بحاراته وشوارعه الضيقة التي تملأها الصبية وهم يرسمون ويلونون حيطان بيوتهم المهترئة مع سماعهم لموسيقى الهيب هوب الصاخبة.
ويكرس عيوش نهجه السينمائي من خلال فيلم “علي صوتك” الذي رأى النور بمشاركة شباب المركز الثقافي “نجوم سيدي مؤمن”، الذي أنشأته مؤسسة علي زوا في 2014، مستلهما من فيلمي “بين الجدران” للفرنسي المخرج لوران كانتيت إنتاج عام 2008، وفيلم “شهرة” للمخرج الأميركي ألان باركر إنتاج عام 1980، وهو ما كرره عيوش في مؤتمره الصحافي.