رحلة طويلة من الكفاح خاضتها الفنانة الكبيرة نادية الجندي التي قدمت للسينما عشرات الأفلام المميزة وكذلك خاضت تجربة الدراما بأكثر من عمل حققت نجاحا كبيرا وتنوعت فيها أدوارها كما عودت جمهورها.
وتتميز نادية الجندي باختيار شخصيات امرأة قوية لا تقهر وتدخل في صراعات مختلفة سواء سياسيا أو إنسانيا أو اجتماعيا وتتغلب عليها.
ومؤخرا تم تكريمها في مهرجان الأقصر السينمائي على مجمل أعمالها، وفي حوار خاص مع “العربية.نت” تحدثت نادية عن تكريمها ومشوارها الفني وحياتها الخاصة.
وأهم المحطات الفنية في حياتها، وعن سر تمسكها بالفن وحكاية فيلم خمسة باب الذي واجهت بسببه صعوبات وكانت هناك محاولات لمنعه من العرض وعن تصريحاتها الأخيرة عن زوجها السابق الراحل الفنان عماد حمدي.
ماذا يعني لك تكريمك في مهرجان الأقصر السينمائي للسينما الإفريقية بعد هذا التاريخ الطويل؟ وماذا تعني لك التكريمات في المهرجانات؟
أنا سعيدة جدا رغم تاريخي السينمائي الطويل بالتكريم في هذا المهرجان وكأنه تكريم يحدث لأول مرة رغم أني كرمت كثيرا، وتكريمي في مهرجان مصري يعني لي الكثير لأنه تكريم يأتي من أهلي وناسي، والتكريمات التي تمنحها المهرجانات هي دلالة على أن مصر مازالت هي هوليوود الشرق وبلد الحضارة والفن، ووافقت على المشاركة والتكريم لكي أدعم بمهرجان يهتم بسينما مهمة وهي السينما الإفريقية التي تمتلك مخزونا كبيرا من المواهب التمثيلية والإخراجية، وهذا ما شاهدناه خلال المهرجان.
نادية الجندي
ما شعورك وكبار النجوم يحتفلون بك وعلى رأسهم محمود حميدة الذي شاركك في بطولة عدد من الأفلام؟
حقيقة غمرني شعور بالسعادة الكبيرة من جميع الزملاء، وسعدت جدا بحفاوة الجمهور والقائمين على المهرجان، فهذا أمر أثر بي بشدة وبخصوص محمود حميدة فهو صديق عزيز وشريك نجاح في الكثير من الأعمال، وأشكره على احتفائه بي.
بعد نجاحك في السيطرة على شباك التذاكر وحب الجمهور أخذت لقب نجمة الجماهير.. فهل هذا وضعك في مأزق مع نجمات جيلك؟
أنا لا أهتم بتلك التفاصيل على الإطلاق لأن الجمهور هو من منحني هذا اللقب، وذلك بناء على أرقام ومعدلات صعبة حققتها في السينما لا يستطيع أحد إنكارها أو عدم الالتفات لها.
تعاونت مع عادل إمام في فيلم خمسة باب وتحدثت خلال فعاليات مهرجان الأقصر عن أزمة هذا العمل فما التفاصيل؟
كان من الصعب جمعي أنا وعادل إمام في فيلم واحد، ولكن المنتج محمد مختار نجح في جمعنا بفيلم خمسة باب، وهو كان سعيدا للغابة بالفكرة، ولكن تعرضنا لحروب كثيرة جدا من كافة الأنواع ولم تقتصر على مجرد المناوشات بل لم نسلم من الشائعات، وأن هناك خلافات بيننا ولكن هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة.
يقال بقوة إن كواليس العمل كانت متوترة بينك وبين عادل إمام على مساحات المشاهد؟
هذا غير صحيح بالمرة، بالعكس من أجمل ما يميز الفيلم رغم صعوباته أن كواليسه كانت جميلة، وعلاقتي بعادل إمام كانت رائعة، والعمل كان يعجبه منذ قراءته.
تعرضت لصدمة من خلال هذا الفيلم على مستوى الدولة فما حقيقة ذلك؟
فعلا كانت الصدمة الكبرى لي ولأسرة الفيلم عندما قرر وزير الثقافة وقف عرض الفيلم لأنه يسيء إلى مصر، ودخلنا في خلافات عديدة، وتقدمنا ببلاغات، وكان الحكم القضائي لصالحنا، ولكن ظل الوزير مصمما على عدم عرضه، وبعد تلك الوقائع أصبت بحالة إحباط شديدة كانت ستدفعني إلى الابتعاد عن التمثيل وتأثرت نفسيتي كثيرا.
عادل إمام
انتظر الجميع خطواتك الدرامية التي تأخرت كثيرا لأعوام فلماذا ترددت في هذه الخطوة ؟
كنت أخشى من خوض التجربة الدرامية لأنها كانت مخاطرة لي لأني نجمة سينمائية، ولكنني صممت أن أقدم عملا دراميا بنكهة سينمائية وأحب التواجد دائما بأعمال قوية لان أعمالي لا تمر مرور الكرام.
بالرجوع لبدايتك ما حكاية أن نجيب محفوظ دعمك في بداياتك وجعلك تشعرين أنك على الطريق الصحيح؟
فعلا للأديب الكبير دور بارز في مشواري الفنين فبعد عرض فيلم ميرامار وتحقيقه نجاحا كبيرا وحصد إشادات نقدية علمت أن الأديب العالمي نجيب محفوظ رحمه الله سأل عني، وحينها شعرت أني أصبحت على الطريق الصحيح واقترب حلمي من تحقيق ذاتي وإثبات موهبتي بأدوار صعبة وجريئة، ومن بعدها مسلسل الدوامة.
ما هي المحطات الصعبة التي واجهتيها في مشوارك الفني؟
كان أصعب ما واجهته في مشواري الفني أنني قدمت أدورا تقليدية وليس بها أي تحد ولكن كانت ميزتها الوحيدة أنها جعلتني أتمكن من الوقوف أمام الكاميرا والتخلص من الرهبة والخوف، وجاءتني الفرصة الكبيرة عندما رشحني المخرج لفيلم ميرامار مع شادية، وتعرضت حينها لموقف صعب عندما طلب مني صفعها على وجهها، وشعرت بالخوف لأني أمام نجمة كبيرة.
وماذا عن زواجك من الفنان الكبير الراحل عماد حمدي وهل له دور في حياتك الفنية ؟
أنا وجدت في عماد حمدي الأب الذي كنت أبحث عنه لأنني أحب والدي كثيرا وكان مثلي الأعلى، ورأيت فيه صورة والدي، ورغم أنني لم أكن محرومة من والدي وعشت معه ولكن من عشقي لوالدي تزوجت عماد حمدي ولم أنظر إليه يوما ما على أنه سبب دخولي مجال الفن، وكنت على ثقة بموهبتي، وكان يغار علي كثيرا، لذلك لم أقدم أي أدوار جريئة أو مختلفة، وكان يرفض ترشيحي لأي دور في أي من أفلامه ويقول لي “لن أفرض زوجتي على أحد”.
ما المشروعات الفنية الجديدة التي تحضرين لها؟
لدي عدة مواضيع أقوم بقراءتها وتحضيرها، ولن أستطيع أن أفصح عنها حتى تكتمل، وفور الوقوف عن النقاط الأساسية سأعلن كل التفاصيل.