تسعى الناشرة السورية لينا الزيبق، عبر مشاركتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ 40، إلى إيصال صوت الكتاب السوري إلى العالم، معربة عن سعادتها أن كتبها استطاعت أن تتحدى الحصار، وتتجاوز الحدود لتصل إلى قلوب القراء في كل مكان في العالم، وأبرزها “الفلاح الحالم”، التي وصلت إلى الإمارات والسعودية ولبنان والخليج والسويد.
إرهاب ضد كتب الطفل
لـ لينا قصة تحدٍ ملهمة في عالم صناعة الكتاب، ترويها لـ “العربية نت” قائلة:” أثناء الحرب المستمرة في سوريا منذ عشر سنوات، تعرضت مخازن الدار للقصف ما أدى إلى تدمير أجزاء من المستودع، ليصبح مبنى دار النشر تحت سيطرة جماعات إرهابية في منطقة القدم بأطراف دمشق، فتم سرقة المستودع بكل محتوياته من أجهزة ومعامل ومواد مكتبية، وبعدها تم إحراقه وتدميره عمداً ومساواته بالأرض، تماماً كما تم تفجير معالم سوريا الأثرية في حمص والرقة وإزالتها من خارطة المكان والتاريخ السوري، وأردفت:” لقد خسرنا مع ذلك التفجير أكثر من 50 عنواناً بـ الآلاف من النسخ، على الرغم أن مطبوعاتي كانت مخصصة لتنمية ثقافة الطفل، مع ذلك لم أسقط أو أستسلم”.
حادثة تفجير مشروع للكتاب
الشغف قاد لينا إلى نشر كتبها عبر الدار التي نجحت بتأسيسها بجهود أدبية وإمكانات ذاتية، ثم جاءت الحرب لتلتهم طموحها دفعة واحدة، لتخسر كل شيء في لحظة ظلامية، لكن الحلم بحسبها لا يزال موجوداً لم ينطفئ، من دون أن تخف بالطبع مشاعر الإحباط بعد تفجير دار النشر التي كرست لها كل جهدها وفكرها، وأضافت: “أجبرتنا ظروف الحرب على التوقف عن العمل، وبعد تلك الحادثة تحديداً، أدركت أن مشروعي في عالم الكتاب، قد انتهى”.
سلاح ناعم في وجه العنف
وتتابع: “قررت العودة إلى نقطة الصفر، وكان لا بد من تأمين مبلغ كبير، فعملت لدى دور نشر أخرى برؤاهم الخاصة، واستطعت خلال 3 سنوات من توفير الإمكانات المادية التي تؤهلني لإعادة افتتاح مشروع دار نشر جديد، وتمكنت من الاستعانة بأشخاص لإعادة إنشائها، وحاولت إجراء دراسات مكثفة لحلحلة مشكلات الطفل السوري والعربي في مناطق النزاع الملتهبة. بالنظر إلى همومه ومتطلباته التي يحتاجها من الموضوعات والقصص، وبحثت كيف بوسعنا خلق أمل جديد للكتاب من بين ركام الحرب، واستثمار كل الفرص للنهوض مجدداً لإكمال رسالتنا في تنوير الطفل.
وتوضح الزيبق: “لم يكن الأمر سهلاً، لكن كان ذلك تحدياً يشبه المعركة، أردت من خلاله أن انتصر للكتاب بصفته سلاح ناعماً في وجه أفكار العنف وإيديولوجيات الخراب، وكنت موقنة أنه سيضيء للعالم تجربة شعب وقصة إلهام من أجل التنوير، وأصبحت اليوم دار الزيبق للنشر، على خط المنافسة، متفوقة في جودة المحتوى وفنون الرسم والرؤية الإخراجية”.
تكريم ياباني لمشروع عربي بـ جوائز المانجا
على الرغم من تحدي جائحة كورونا، قالت لينا إنها ضمن هذا الظرف، استطاعت مواكبة التطور، فحصلت على جائزة “نوفليكس”، في فن المانجا الياباني، وتم تكريمها في يناير الماضي، كما تنتظر تكريماً في مسابقة “المانجا الصامتة” باليابان أيضاً، حث تتوقع خطف جائزة ثانية في مجال القصة الصامتة. و”المانجا” بحسب لينا هو فن التعبير بالرسوم الكارتونية المتحركة مثل مسلسلات “كابتن ماجد” و”ليدي أوسكار”، وهو منتج ثقافي ياباني تدور قصصه حول الأبطال الخارقين، مشيرة أن مؤسس أصول “المانجا” بشكلها الحديث ترجع إلى أعمال مؤسسها الفنان كاتسوشيكا هوكوساي في مطلع القرن الـ19، وكانت بمثابة وسيلة رخيصة للترفيه بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.
تحدٍ وحلول بزمن الجائحة
وتلفت لينا: “بدأنا في إنتاج الكتب بصيغة ورقية ورقمية، وكنا من أوائل دور النشر الذي حولنا الكتاب المطبوع إلى مرئي ومسموع، كل عناويننا القصصية تستهدف الطفل من عمر 10 إلى 18 عاماً، مشيرة أن فترة الوباء شكلت تحدياً في مسار صناعة الكتاب، فلم يكن لدينا خياراً مناسباً سوى التوجه للكتاب الإلكتروني في زمن الجائحة عبر إرفاق كود تعريف يتيح للقارئ استكشافه ومشاهدته من خلال الدخول إلى موقع الدار.
كاتبة برصيد 150 عنواناً
لينا هي عضوة اتحاد الكتاب والناشرين السوريين، وكاتبة متخصصة بأدب الطفل، أصدرت أكثر من 150 عنواناً متنوعة منها 75 كتاباً أناشيد للأطفال و12 مسرحية للصغار، 150 حلقة ضمن سلسلة تعليمية وتربوية وتثقيفية. أبرز قصصها، “قصص عالمية”، “أحب مدرستي،””سلسلة نور الدين” “أشياء أحبها” و”حكايات الظرفاء”.