“عندما نختار.. فنحن نختار دائما ما يجعلنا مختلفين في حياتنا بشكل عام”.. كانت تلك الكلمات التي أكدت من خلالها النجمة المصرية نجلاء بدر في حوارها مع “العربية.نت” على حقها في اختيار ما يناسبها من أدوار تقدمها حتى ينجذب لها الجمهور من حيث الأداء، أو ملابسها التي ترتديها في المناسبات الفنية، وذلك بعد الهجوم الذي تعرضت له بسبب فستان ظهرت به في افتتاح مهرجان الجونة، الذي اختتمت فعالياته مؤخرا.
كما تحدثت عن جديدها من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، وعودتها للسينما بقوة مؤخرا في العديد من الأعمال على شاشة السينما بعد ابتعادها عنها لفترة طويلة، مؤكدة أن السبب هو بحثها عن الاختيارات الأفضل وما يتناسب معها.
نجلاء بدر من حفل الختام بالجونة
*ما الذي حدث في الجونة والضجة التي صاحبت الفستان؟
**في البداية وقبل كل دورة لمهرجان أختار أكثر من فستان من أكثر من مصمم أزياء، سواء مصري أو غير مصري، وإن كنت دائما أفضل أن أدعم مصممي الأزياء المصريين، لأن لديهم مجموعة من الأزياء الجميلة، فاخترت بالفعل أكثر من مصمم أزياء، ولكن استوقفتني مجموعة جديدة قدمتها المصممة فريدا تمرازا، لم تستخدم من قبل ولم تظهر، وكانت المجموعة مختلفة ومبتكرة وهي مشهورة بابتكارها في الملابس، وبالفعل اخترنا أكثر من فستان من المجموعة الجديدة، ولكن استوقفنا الفستان الأسود عندما قمت بقياسه، لأنه حلو وفيه اختلاف.
أحببت الفستان خاصة أنه عندما تظهر على الريد كاربت فأنت تريد أن تكون مختلفا، لأن ذلك جزء من عملي، مثلما أختار عملا دراميا أو فيلما فأنا أبحث عن الاختلاف كما كل الفنانين، فلكما كنت مختلفا يكون لديك جمهور يتابعك، مثل محمد منير فهو مختلف ومميز في منطقة، وعمرو دياب أيضا، هو نفس الأمر في اختيار أي ظهور له حتى عندما يقرر فنان الغناء فإنه يختار الشكل المختلف الذي يتناسب معه.
*ولكن الاختلاف في الدراما والسينما متاح وليس في الواقع وهو ما عرّضك للانتقاد؟
**في الدراما بالطبع نرتدي عباءة الشخصيات التي نقدمها، ولكن عندما نظهر للجمهور نقدم شخصياتنا الطبيعية، ونكون في حاجة للظهور مختلفين وفي الأحدث دائما، وذلك جزء من عملي بدون تفكير، فأي شخص في هذا المكان سيتبع نفس النهج (مش بمزاجه) لأن هذا هو السائد على مستوى العالم.
وبشكل عام الفستان أعجبني، لأنه واحد من القطع المميزة عند تمرازا، واتفقنا سويا أن الفستان مناسب جدا لي، وأنني قد أتعرض لبعض الانتقاد، ولكن الهجوم بتلك الحدة والكم لم أكن أتخيله أبدا، خاصة أنه بدأ بعد دخولي القاعة مباشرة، لدرجة أنني شككت في نفسي فهو لم يتعد الحدود بل هو في المعقول، خاصة أن هناك فساتين أخرى تباع في المحلات ولدى المصممين لا يمكن لشخص أن يرتديها أو يظهر بها.
نجلاء بدر
*من انتقدوا لوّحوا بجملة أنه أمر خارج عن العادات والتقاليد؟
**أحب أن أخبرهم أن الريد كاربت لا تخاطب العادات والتقاليد، لكنها تخاطب الموضة أكثر، وهو أمر متعارف عليه في العالم أجمع، وأنا هنا لست موديلا لمصمم أو ماركة ملابس حتى يشتريه الناس الذين يروه، ولكن حتى يرى الناس من جمهوري ما أرتديه ومدى اختلافه عما يقدم في الحدود الطبيعية، خاصة أن هناك من يذهب إلي الأقصى في شكل الملابس وهو ما لا أحبذه.
ولكن بالنسبة لفستاني فأنا أؤكد أنه مختلف بعض الشيء والناس ليست معتادة عليه، وكل شخص يرى بعينه ما يريد، وما أحزنني طريقة الانتقاد، فلو لم يعجبك الفستان يمكنك أن تغير القناة، أو قل إنه لم يعجبك أو لا يتفق معك بطريقة مهذبة فقط، وكل ما كنت أفكر فيه أن ألعب على فكرة الأشيك والأحلى والمميز والمختلف فقط.
*تعودين للسينما بقوة بعد غياب ما يقرب من 6 سنوات؟
**أبحث دائما عن نوعية معينة من الأفلام، ومنذ فترة طويلة يعرض علي أعمال وأختار منها ما يتناسب معي، وأنا كنت أبحث عن نوعية معينة بدأت تظهر لها سياسة جديدة، وهي البطولات الجماعية والاهتمام بالشباب والأعمال التي تكلفتها غير ضخمة، حيث ظهرت مؤخرا العديد من الأفلام لم يكن أبطالها نجوم شباك ولا منحصرة في نجم واحد أو شكل واحد، وهو ما كنت أبحث عنه، والسبب في بعدي عن السينما منذ أن قدمت “قدرات غير عادية” مع المخرج الكبير داود عبدالسيد عام 2015.
نجلاء بدر
*وما هي الأعمال الجديدة؟
**انتهيت من تصوير فيلم “النهاردة يوم جميل” مع المخرجة نيفين شلبي، والذي عرض الإعلان الخاص به منذ فترة، وهو من إنتاج شريف مندور. وأجسد فيه شخصية موظفة بنك، تتعرض لبعض المواقف المتغيرة مع أبطال العمل، حيث تحدث مشاكل بينها وبين زوجها، ولكن ما جذبني هو أن الفيلم يمثل نقلة نوعية لعلاج السينما لقضايا المجتمع المخفية والمسكوت عنها، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الزوجية، وهي المشكلة التي لم يتم تداولها من قبل بشكل صريح في أي عمل درامي.
كما انتهيت من تصوير فيلم “المحكمة” مع المخرج محمد أمين، ومن تأليف أحمد عبدالله، ويتناول الفيلم العديد من القضايا المجتمعية المهمة، ويسلط الضوء على الكثير من المشكلات في المجتمعات العربية، حيث تدور جميع الأحداث في يوم واحد ومكان واحد وهو المحكمة، وتتضمن 6 قضايا جنائية ومدنية، وقضية خاصة بمحكمة أسرة واغتصاب وميراث، وتحول جنسي.
وأيضا انتهيت من فيلم “ليلة العيد” مع المخرج سامح عبدالعزيز، وهو عمل فني اجتماعي تشويقي يناقش فكرة قهر المرأة والأحداث التي تتعرض لها، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور وقت عرضه، وأقدم فيه شخصية أم لديها طفلة، لكن والدها يحاول أن يجبرها على الختان، الأمر الذي ترفضه “نجلاء” فتحدث بينهما العديد من المشاكل.
وبالنسبة للدراما التلفزيونية، استقررت على عمل واحد وهو “بلاتفورم” platform مأخوذ من فورمات أجنبية، وسعيدة بهذا العمل، ولكن لن أتمكن من الإعلان عن أي تفاصيل عنه حتى أوقع العقد معهم.