منذ عام 2017 تم تقديم آخر عمل من ملفات المخابرات المصرية، وكان يحمل اسم “الزيبق”، وتعود هند صبري خلال شهر رمضان ببطولة قصة جديدة من خلال مسلسل “هجمة مرتدة” والذي يسلط الضوء على أحداث وطنية معاصرة مستوحاة من ملفات المخابرات المصرية، وتمكن المسلسل من أن يكون منافساً قوياً في سباق دراما رمضان، حيث جاء مختلفاً عن الأعمال الاستخباراتية التي ارتبط بها الجمهور طوال السنوات السابقة، ومنها “رأفت الهجان” و”دموع في عيون وقحة”.
وفي حوارها مع “العربية.نت”، تحدثت هند عن المسلسل وسبب حماسها له، وكشفت عن الكثير من كواليس التصوير.
أفيش مسلسل “هجمة مرتدة”
*ما سبب حماسك للمشاركة في “هجمة مرتدة”؟ وهل شعرتي بأنك قدمتِ عملا مختلفا عن ما قمت بتقديمه من قبل؟
**سعيدة بالعمل في هذا النوع من الدراما لأول مرة، فهذه النوعية من الأعمال تعيد إلى الأذهان البطولات الحقيقية لأجهزة المخابرات القوية في منطقتنا العربية، فهو عمل من ملفات حقيقية، وهذه المرة يدور حول استخدام تكنولوجيا حديثة ومتقدمة وبشكل مبهر، كما أنني اكتشفت أن هذه النوعية من الدراما تكون في حاجة إلى جهد كبير، وتعامل خاص مع المادة المكتوبة، ولذلك طبيعة العمل شجعتني، فهذه النوعية من الأعمال لها تأثير كبير على المشاهدين منذ زمن، فهذه الأعمال مثل “رأفت الهجان” و”دموع في عيون وقحة” وغيرها تركت بصمة في تاريخ الدراما العربية، وسعيدة إنه عمل كبير، وشيء مهم أن يتواجد في مسيرة أي ممثل عمل فني كبير يتناول الجاسوسية.
*تعودين للعمل مع أحمد عز بعد فترة طويلة، وكيف وجدتي العمل مع المخرج أحمد علاء الديب؟
**وجود عز كان من الأسباب التي شجعتني للمشاركة في العمل، فلقد تطور أداؤه كثيرا خلال السنوات الماضية، وتمكن من أن يقدم نفسه بشكل مختلف تماما عن السابق وفي كل عمل حقيقة، وأحترم اختياراته للأعمال والأدوار التي يقدمها، وحبه وتفانيه في عمله، لذلك سعدت بالعمل معه فلقد بدأنا معا منذ أكثر من 20 عاما.
هند صبري
أما المخرج أحمد علاء الديب، فسعدت بالعمل معه في أول عمل تلفزيوني له، والحقيقة أننا لم نعمل في هذا المسلسل بمبدأ أنه عمل سيعرض علي شاشة التليفزيون طوال شهر رمضان، فعلاء كان حريصا أن يكون العمل بنفس جاذبية الأعمال السينمائية ورونقها، وتفهم الشركة المنتجة لطبيعة العمل ساعدنا كثيرا، كانت سخية في توفير كل العناصر التي تساعد علي تقديمه بصورة حقيقية تتناسب مع أهمية وأبعاد أحداثه كالسفر لأكثر من دولة ومشاهد الأكشن وغيرها، والحمدلله تمكن العمل من إثارة العديد من ردود الأفعال، وتصدر الاهتمام على وسائل التواصل الإجتماعي بشكل كبير.
*”دموع في عيون وقحة” و”رأفت الهجان” و”بئر سبع” وغيرها من الأعمال التي قدمت دراما قوية من ملفات المخابرات.. ألم تشعري وفريق العمل بالقلق من فكرة عقد المقارنات معها؟
**نهائيا .. فمسلسل “هجمة مرتدة” تدور أحداثه خلال الفترة من 2007 وحتى 2011، وتناقش ما مرّت به مصر طوال هذه السنوات، وترصد ما عرف بـ”الربيع العربي”، وتركز على تجنيد بعض الأشخاص لصالح جهاز المخابرات، وتفكيك خلية نفذت العديد من العمليات وأثارت البلبلة في الشارع المصري، وأثّرت فيهم، عكس الأعمال الأخرى التي كانت تعيدنا لفترات زمنية بعيدة، ولكني بالطبع أتمنى أن نحصل على نفس التأثير لدى المشاهدين، فهذه الأعمال مازالنا نشاهدها بشغف وحب وتعيش في وجدان كل مواطن عربي.
من مسلسل “هجمة مرتدة”
*حدثينا عن شخصية “دينا” كيف وجدتيها من وجهه نظرك؟
**كما شاهد الجميع في الأحداث “دينا أبو زيد” هي مواطنة مصرية أولا قبل أن تكون ناشطة سياسية، لديها حس مسؤولية عال، وبسببه تعمل مع المخابرات، وتحب عملها جدًا أكثر من أي شيء آخر، تمكنت من فضخ مؤسسة تغلف نفسها بغلاف الثقافة والتحرر، وعلي الرغم من بساطة الشخصية لكنها صعبة ومرهقة للغاية لتفاصيلها التي لا تنتهي، ولذلك كانت بحاجة إلى تركيز غير عادي.
*وماذا عن كواليس العمل؟
**هذه النوعية من الأعمال تكون كواليسها هادئة بالرغم من صعوبتها لأنها تحتاج إلى التركيز من الجميع، خاصة وأن التصوير فقط استغرق عاما ونصف، بالإضافة إلي التحضيرات والبروفات، وبالطبع هناك العديد من الصعوبات التي واجهت فريق العمل وقت التصوير، منها صعوبات التصوير وقت انتشار فيروس كورونا، ودخول العديد من البلاد العربية والأوربية في ذلك التوقيت والإجراءات الصحية والاحترازية، وغيره من مشاهد الأكشن والحركة، فقد كان من المفترض عرض المسلسل العام الماضي، ولكن التأخير ساعدنا في تعديل بعض المشاهد والحلقات لتكون كما ظهرت للجمهور بشكل أكثر احترافية بعد الجلسات التي جمعت بين السيناريست باهر دويدار والمخرج أحمد علاء في تلك الفترة.
هند صبري
*وما الذي تفعلينه خلال شهر رمضان؟
**كنت حريصة على أن ينتهي التصوير قبل رمضان، فأنا أحب أن أكون في بيتي مع عائلتي، خاصة أنه بسبب كورونا نفتقد لمة العيلة أو لمة رمضان، ولذلك أحاول أن أقوم بالطقوس التي تربيت عليها في بيت العائلة مع بناتي وزوجي منها البخور والقرآن والطبخ، كما أنني حريصة على متابعة أعمال زملائي التي تعرض على الشاشة في هذا الشهر الكريم منها “نسل الأغراب” ولعبة نيوتن” و”ضد الكسر” و”الاختيار 2″، وأيضا مسلسل “نجيب زاهي زركش” للنجم الكبير دكتور يحيى الفخراني، وغيرها من الأعمال المميزة، فالموسم هذا العام متنوع وشيق وأعاد الكثير من النجوم للدراما مرة أخرى من أجيال مختلفة، وهو ما أسعدني بشدة.
*وما الجديد بعد “هجمة مرتدة”؟
**لدي عملان.. الأول درامي بعنوان “البحث عن علا” وهو استكمال لشخصية علا عبدالصبور التي قدمتها منذ سنوات في مسلسل “عايزة أتجوز”، ولكنه ليس جزءا ثانيا منه، حيث نرصد كيف تغيرت مع مرور السنين، ونرصد من خلالها التغييرات الاجتماعية التي طرأت في الـ10 سنوات الأخيرة، وعلى الرغم من خوفي من المجازفة إلا أني متحمسة جدًا له.
كما أقوم بتصوير فيلم “كيرة والجن” مع المخرج مروان حامد والسيناريست والكاتب أحمد مراد، الثنائي الذي أعشقه، والفيلم يرصد حالة الغليان التي كانت يموج بها الشارع المصري بالتزامن مع اندلاع ثورة 1919، وهو ما لم تقدمه السينما بشكل واضح.
من موكب المومياوات
*لكن لن نستطيع أن نغفل مشاركتك في موكب نقل المومياوات.. فهو حدث لا يمكن تجاهله لمدى أهميته في تاريخ مصر، وخاصة مظاهرة الحب التي أثارها المصريين بعد الضجة التي أثيرت عقب اختيارك؟
**هو بالطبع أمر يستحق الفخر والعزة بالرغم من مرور فترة علي الحدث، ولكنه مازال محل إعجاب العالم، وسيظل مكتوبا في التاريخ لمدة قوته، لقد شعرت بالفخر والاعتزاز فأنا جزء من هذا البلد، أعشقه وأتمنى دائما أن أرد ولو جزءا بسيطا مما منحني إياه. وكانت مشاركتي مع نخبة من نجوم مصر في كل المجالات، فالاحتفالية كانت تعبر عن عظمة مصر وتاريخها العريق، وفخورة بأني أحمل جنسية هذا البلد وبناتي وزوجي مصريون، وبالنسبة لي فخر واعتزاز كبير أن أشارك في أي عمل يظهر مدى عراقة هذا البلد.
*ولكن بعد الإعلان عن مشاركتك أعلنتِ عن إصابتك بفيروس كورونا؟
**هذا ما حدث بالفعل، لقد اكتشفت خلال تلك الفترة التي قمت فيها بعزل نفسي أنه فيروس ليس سهلا على الإطلاق، وعلى الجميع اتخاذ الحذر والإجراءات الاحترازية المشددة خاصة في تلك الفترة التي يشتد فيها هذا الوباء، فالرحلة لم تنته بعد، وأتمني أن يعافى كل الناس، ويرفع عنا هذا البلاء، والحمد لله أنا تعافيت منه وقتها كليا وعدت للتصوير مرة أخرى.