لا يفضل الجمهور عادة فكرة الأجزاء لأي عمل درامي، معتبراً أن 30 حلقة تقريباً لأي مسلسل كافية لإيصال الفكرة المراد إيصالها، إلا أن ما حدث مع مسلسل “الهيبة” اللبناني السوري في جزئه الأول والذي عرض عام 2017 قد قلب كل الموازين.

فالنجاح الأسطوري الذي حققه العمل حينها فرض على القائمين الإعداد لجزء ثانٍ.

ثم وجدت الفكرة طريقاً لجزء ثالث ورابع، حتى أعلنت الشركة المنتجة قبل فترة نيتها تقديم الجزء الخامس.

فيما لاقى إعلان الشركة هذا أصواتا كثيرة، منها مؤيدة ومنها معارضة، فمن أيّد الفكرة اعتبر أن شخصية “جبل شيخ الجبل” الذي يؤديها الممثل السوري تيم حسن أضحت أساسا وأحد عواميد الدراما الرمضانية، كون أن الجمهور بات يجدها كل سنة، ومن عارض أكد أن العمل قد أوصل رسالته ولا داعي لإكمال السلسلة.

مؤيد ومعارض

وما زاد من حدة الآراء حول إعلان وجود جزء خامس، هو عرض الجزء الرابع هذه الأيام، والذي وصل إلى منتصف العمل تقريباً، حيث طال العرض بعد الانتقادات.

فقد تعالت الأصوات حول أنه جزء جديد لكنه لم يأت بأي جديد، وأن الشخصيات باتت تكرر نفسها، والمسار الدرامي للعمل قد انتهى، ما أطلق مخاوف عن فرصة خاسرة لجزء خامس.

بالمقابل، ووسط هذا الرأي، قابل العمل ثناء من آخرين، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يقلد فيها بعض الشباب شخصية جبل، ما يدل على مدى تأثرهم بها وهو ما يعني نجاحها.

نقاط قوة ونقاط ضعف

وأمام هذا التناقض، استعانت “العربية.نت” بالناقد الفني جميل ضاهر، مدير قسم الأخبار الفنية في قناة “العربية”، والذي بدوره شرح ماهية ما يحدث مع العمل.

أوضح ضاهر أن للعمل نقاط قوة كثيرة فرضت جماهيريته حول العالم العربي، والدليل محبوه الكثر ومقلدو شخصياته.

وتابع أن تلك النقاط ترتبط بوجود أسماء لها تاريخ درامي كبير، من أمثال الفنانة السورية منى واصف، والفنان السوري تيم حسن، والفنان اللبناني عبدو شاهين وآخرون.

كما أشار إلى أن العمل تعرض لمواقف صعبة، منها إيقاف التصوير بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد وما نتج عن ذلك من تعطيل.

إلى ذلك، لفت ضاهر إلى أن بطل العمل الفنان السوري تيم حسن يملك مواصفات الشخصية التي يحبها الجمهور من ناحية الشكل والأداء، ما أدى إلى أن يخلق العمل حالة استثنائية.

من جهة أخرى، أوضح ضاهر أن العمل استفاد من عرضه خارج الموسم الرمضاني، وبالتالي خرج من إطار المنافسة مع غيره.

وعن نقاط الضعف، أكد ضاهر أن هناك بعض الشخصيات لم تكن موفقة بسيناريو العمل المكتوب لها، منهم عادل كرم، وأويس مخللاتي، وعبدو شاهين، حيث إن الخط الدرامي لم يعطها حقها بالنسبة لتاريخ الشخصية وتطورها، وهو ما يعتبر سقطات في العمل.

بالمقابل، أثنى على حضور الفنانة السورية ديمة قندلفت حتى الآن وفي إطار النص المكتوب، قائلاً إنها استطاعت أن تخلق لنفسها خطاً درامياً يثري الأحداث.

من هو “جبل”؟

من جهة أخرى، كشف الناقد الفني أن للعمل إشكالية كبيرة تكمن بأن جميع الأجزاء لم توضح من هو جبل على الرغم من كل الاتهامات التي وجهت له.

فهل جبل تاجر مخدرات، أم تاجر سلاح، أم يحمي العدالة، أم هو مجموعة أبطال في شخصية واحدة، وكأن العمل يركز فقط على شخصية البطل دون الأخذ بعين الاعتبار بعض المشاهد التي تعطي العمل صفة “الركاكة”، أو الحشو، بمعنى آخر مشاهد لا معنى لها.

وختم ضاهر كلامه بأن المهمة أضحت على العاملين بالمجال الدرامي العربي أصعب من قبل، خصوصاً بعد تفتح العقول إثر المقارنة التي باتت موجودة مع أعمال غربية، وبالتالي أصبح من الضروري استعمال إعدادات متطورة للعمل الدرامي العربي كي يقنع جمهوره.

وأكد أنه من الضروري أن تنتهي تجربة “الهيبة” عند هذا الحد كي يعود الجمهور ويلتقي بنجوم العمل المحببين له في عالم آخر بعيد عن عالم “جبل شيخ الجبل”.

alarabiya.net