لفت الأنظار له خلال حضوره حفل ختام الدورة الـ43 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بسبب شكله الغريب وملابسه الأكثر غرابة، ولد في الخرطوم، ولكنه درس التمثيل في المملكة المتحدة، بدأ شغفه في الفن بالأفلام القصيرة والأعمال التلفزيونية، إلى أن قدم فيلما بعنوان Brothers بالتعاون مع المخرجة سوزان بير، وتألق نجمه في الفيلم التلفزيوني Dirty War.

قدم العديد من الأعمال الهامة على صعيد السينما، منها فيلمه مع النجم العالمي توم هانكس A Hologram for the King، كما شارك في مسلسلات عالمية مثل Tutankhamun، Yung Wallander وغيرها من الأعمال ولكنه مؤخرا قدم دورا عبقريا في الفيلم الأميركي One Shot جعل الصحافة العربية والأجنبية تتحدث عنه وعن أدائه المتميز في تقديم شخصية “أمين”، فوصفوه بأنه منح الجمهور أداء استثنائياً أبهر العديد من المشاهدين.. عن تلك الأعمال وعن شخصية أمين وكواليس التحضير لها كان لموقع العربية.نت لقاء مع الفنان السوداني وليد القاضي.

وليد القاضي

وليد القاضي

إشادة كبيرة عربية وأجنبية عن دورك في فيلم One Shot.. حدثنا عن الفيلم ودورك فيه؟

الفيلم أكشن مميز، فهو مثل اسمه تم تصويره في One Shot، يعني لقطة واحدة من بداية الفيلم حتى نهايته، وبالنسبة لي فقد قدمت فيه شخصية “أمين منصور” رجل أعمال بريطاني له أصول تركية، نقابله في بداية الفيلم وهو محبوس في معسكر أو سجن مثل معسكرات غوانتانامو، وفي شخصية في الفيلم “بتقول أن ده آخر نوع من هذه السجون”، ونقابل أمين وهو يتعرض للتعذيب، ونقابله من خلال شابة بتقدمه “آشلي جرين” وهي تريد إنقاذه بسبب عملها مع الـ FBI، وليس معروفا سبب إنقاذها له، ولكن عرف فيما بعد أنها تعتقد أن لديه معلومات عن قنبلة ستنفجر في العاصمة واشنطن ويمكن أن تتسبب في نفس مأساة 11-9، ولكن قيادة المعسكر ترفض إطلاق سراحه، وفي الوقت نفسه هو مطلوب من جماعة إرهابية تريد قتله، فتحدث حرب تجمع قيادة المعسكر والـFBI ضد الإرهابيين علي أمين، والذي لا نعرف هل هو خائن أم بطل، فالدور جميل لأنه كممثل يمكنك أن تتلاعب بالجمهور لإثارة التساؤلات بداخلهم، كما أن عمري كممثل لم أقدم دورا تم تصويره بتلك الطريقة، فكنا يوميا نقوم بتصوير ما بين 10 إلي 12 صفحة، وكنا نقوم بعمل بروفات كأنها مسرحية ثم نصورها كلها مرة واحدة بدون أي قطع، وبالتالي كان الضغط علينا كممثلين عاليا، لأنه لا يمكن أن نخطئ وحتى فريق العمل كان لابد من عدم وجود خطأ، فهو أمر يحتاج درجة كبيرة من التحمل، وهو أمر صعب، ولكن في النهاية كانت تجربة مميزة.

شخصيتك في الفيلم حققت نجاحاً كبيراً.. فكيف كان استعدادك لها؟ خاصة أن أغلب ما يقال إنها شخصية مليئة بالمشاعر والعواطف؟

الفيلم كان يحتوي على العديد من الأمور الصعبة، حتى الاستعداد للفيلم لم يكن سهلا، فقد تم تصويره في منتصف الحظر الخاص بكوفيد-19 في بريطانيا، وكمعظم من كانوا في الحظر وقتها كان لدي زيادة في الوزن، والدور كان لرجل محبوس في السجن لمدة 10 أيام من دون طعام، ولذلك كان لدي أقل من شهر لإنقاص الكثير من وزني، وكانت تلك الصعوبة الأولى، أما الثانية فإني أحضر نفسي لفكرة التعذيب أو الضرب لأني لم أقدم تلك الأمور في أفلام أو أعمال من قبل، بالإضافة إلى المشاعر والعواطف التي كان لابد من إظهارها، ولذلك كنت منزعجا، خاصة أن الدور الذي أقدمه يمكن أن يقال إنه من الأدوار النمطية عن العرب أو أي إنسان ليس صاحب بشرة بيضاء، ولكن الفيلم كان متحرر الأبعاد فهو عن رجل أعمال لديه عائلة محترمة، ولكن طوال أحداث الفيلم لا يمكن أن تقيمه، هل هو محبوب أم مكروه، وغد أم بطل وهو ما يعطي الممثل قماشة عريضة ليظهر قدراته التمثيلية، فقد كانت تجربة رائعة بالنسبة لي.

هل توقعت كل تلك ردود الفعل؟

أتذكر وقت تصوير الفيلم قال لي المخرج شيئا غريبا بأن لديه إحساسا أن الفيلم سيلفت انتباه العديد من الجمهور، وأن دوري وعملي سيلفت انتباه الجمهور، طبعا أنت كممثل لابد أن تخرج تلك الأمور خارج رأسك حتى يمكنك التركيز فيما تقدمه، وعلى أدائك، فعندما تقدم عملا يكون هدفك أن تقدم الدور بأفضل طريقة وأن تذاكر شخصيتك وتدرسها بشكل جيد، وتعمل عليها والباقي على ربنا.

وهل هذا نتيجة نشأتك ودراستك للتمثيل في بريطانيا؟

لقد بدأت التمثيل كمحترف من حوالي 20 عاما، وبالفعل عندما ذهبت للجامعة في انجلترا ودرست الأدب الإنجليزي والفلسفة، ثم قدمت على الماجيستير في التمثيل أيضا في بريطانيا، فأغلب الأعمال المميزة قدمتها في بريطانيا وأميركا، وحتى ما كان يصور في العالم العربي أو في أوروبا مهما كان عملا مسرحيا أو مسلسلا أو فيلما يكون من إنتاج أميركي أو بريطاني، وإن شاء الله الأبواب تتفتح وأشتغل في أعمال دولية في العالم العربي في مصر أو السودان أو كل منطقة العالم العربي.

كيف وجدت التعاون مع المخرجين المميزين الحاصلين على جوائز عالمية كالأوسكار والبافتا؟

خلال السنوات وعلى مسار مهنتي أنا بالفعل كنت محظوظا بالعمل مع العديد من المخرجين المميزين والمجتهدين والمختلفين أيضا، فقد عملت في أفلام مستقلة وفي الوقت نفسه في أفلام ضخمة إنتاج استوديوهات كبرى، فقد تعاونت مثلا مع المخرج Simon Kinberg في 355، وهو من قدم أعمالا مثل سلسلة X-Men والعمل معه كان مرحلة مختلفة جدا عما قدمته مع المخرج مثل Tom Tykwer الذي عملت معه في فيلم A Hologram for the King، وكان فيلما مستقلا من إنتاج توم هانكس، أو المخرج Daniel Percival الذي حصل علي البافتا في أول عمل أقدمه في حياتي وبدايتي بعد انتهائي من الدراسة وهو الفيلم التلفزيوني Dirty War، وقد ساهم هذا العمل في فتح العديد من الأبواب له ولي، فكل مخرج لديه طريقة مختلفة، وكل مخرج يعلمني شيئا جديدا، وأتمنى أن يكون هناك مخرجون جدد ومختلفون في المستقبل، وتجارب جديدة.

حدثنا عن فيلمك الجديد 355 و هل هناك مشاريع أخرى؟

حاليا أعمل في مشروعي كتابة، الأول لمسرحية تم تكليفي بها من شركة مسرح وقت كوفيد-19، وحاليا أكتب في المسودة الثانية لها، والأمر الثاني هو فيلم قصير، وحضرت مهرجان القاهرة لأرى إذا ما كان هناك أي إمكانية لتعاون للفيلم، فأنا أعمل فيه ككاتب ومنتج، والعملان من تجاربي كطفل خرج من السودان عام 1990، وتجربتي كرجل يعيش في العالم العربي، ومن ناحية التمثيل لدي فيلم 355 سيعرض في أول يناير لطبقة مختلفة من الممثلين مع بينلوبي كروز وجيسيكا شاستين وديان كروجر وإدجار راميريز، ومتحمس جدا لعرضه حيث أقدم فيه من خلال شخصية ياسين، وهو فيلم أكشن مختلف عما قدمته من قبل.

alarabiya.net