كان آلاف المغاربة على موعد مع تجريب حظهم في قرعة أمريكا، أمس السبت، ضمن الموعد الذي يشارك فيه حوالي 100 ألف مغربي سنويا، وذلك من أجل الحصول على “الغرين كارد” وتحقيق حلم الهجرة إلى “بلاد العم سام” الذي أصبح مطمع كثيرين في سياق “أزمة كورونا”.
وفور الإعلان عن نتائج السحب العشوائي لقرعة “ميركان”، تسمر آلاف المغاربة أمام حواسيبهم لمعرفة ما إذا كان الحظ من نصيبهم هذه المرة، كما هو الحال بالنسبة للشاب المغربي رضوان، 24 سنة، الذي لم يفلح للمرة الثالثة على التوالي في ضمان مقعد ضمن الفائزين.
ويراهن الشباب المغربي على هذه القرعة من أجل البحث عن آفاق جديدة في أمريكا، لا سيما في ظل الأزمة الخانقة التي تعرفها البلاد بسبب تداعيات جائحة “كورونا”، التي جعلت خيار الهجرة “سيد الطموحات”.
وفي المغرب، يترشح سنويا حوالي 100 ألف مغربي للمشاركة في القرعة من أجل الحصول على “الغرين كارد” (البطاقة الخضراء) وتحقيق حلم الهجرة إلى الولايات المتحدة. وتمنح القنصلية الأمريكية في الدار البيضاء سنويا ما بين 900 و1000 “فيزا” خاصة بالفائزين في القرعة.
وعند ورود أسمائهم خلال عملية الاختيار العشوائي، يتم توجيه المرشحين للهجرة نحو السفارة الأمريكية لمباشرة إجراءات طلب التأشيرة، وتُدفع مقابل ذلك رسوم خاصة.
ويُشارك في القرعة الأمريكية الملايين من مختلف الدول المُتاحة لمواطنيها المشاركة، ضمنها المغرب، ويفوز بـ “Green Card” كل سنة 50 ألف شخص عبر العالم.
ويؤكد الموقع الخاص بالقرعة أن الفائزين لا يحصلون تلقائيا على “الغرين كارد”، لأنهم مطالبون باجتياز مقابلة للحصول على التأشيرة، ولا يتمّ قبول إلا من تقدم بكل الوثائق اللازمة في الوقت المحدد.
وصار موعد الإعلان عن نتائج السحب العشوائي يغري شباب المملكة الطامح إلى البحث عن آفاق خارج حدود الوطن، وسط شكاوى بـ”انسداد أبواب العمل” وتأثيرات “أزمة كورونا” على “عذاب الانتظار”.
ولم تعد “قرعة أمريكا” تجذب فقط العاطلين والباحثين عن آفاق للشغل خارج المملكة، بل أصبح الرّهان على خيار الهجرة يسكن بال شرائح مجتمعية تعيش استقرارا وظيفيا.
وفي المغرب ارتفعت نسبة البطالة إلى 10.5 في المائة، وذلك بسبب تفشّي وباء كورونا في البلاد. وتشيرُ المندوبية السامية للتخطيط إلى أنّ نسبة البطالة أكثر انتشارا في صفوف حاملي الشهادات الجامعية بـ 17.8 في المائة.
ويُرتقب أن يزيد معدل البطالة في الفصل الثاني من السنة الجارية، أخذاً بعين الاعتبار تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد وما ترتب عن حالة الطوارئ الصحية المطبقة منذ 20 مارس الماضي، من توقف عدد كبير من المقاولات وقطاعات الإنتاج في المملكة.