رفع فيروس “كوفيد-19” معدل قضايا الطلاق في مجموعة من المحاكم المغربية عبر ربوع التراب الوطني، حيث تزايدت طلبات الانفصال الزوجي بمجرد رفع حالة “الحجر الصحي”، ما أرجعه البعض إلى التداعيات العميقة التي خلّفها الوباء على بنية الأسر.

وتداولت الشبكات الاجتماعية، خلال الآونة الأخيرة، أخبار الطلاق بين الأزواج بشكل كبير للغاية، بفعل تغيّر نمط الحياة لدى الأزواج، طيلة الأشهر الأربعة الماضية، إذ لَزم الرجال البيوت، ما أدى إلى زيادة العنف ضد النساء؛ وهو ما نبّهت إليه الجمعيات النشطة في المجال مرات عديدة.

وفي هذا الصدد قال عبد القادر مانا، الباحث الأنثروبولوجي والسوسيولوجي المغربي، إن “الظاهرة كونية، إذ تشير إليها مختلف وسائل الإعلام في العالم”، مبرزا أن “الحجر الصحي فرض على الأزواج البقاء في النطاق نفسه، في ظل توجيهات السلطة بلزوم المنازل”.

وأضاف مانا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الحجر الصحي تسبب في حدوث شنآن داخل الأسر، فضلا عن الظروف الاقتصادية الصعبة المترتبة عن الوباء، التي، ربما، ساهمت في تزايد الفرقة داخل الأسرة الواحدة؛ ومن ثمة ارتفاع معدل الطلاق”.

وتظل تلك المبررات مجرد “انطباعات”، وفقاً لمحدّثنا، الذي لفت إلى “ضرورة إجراء استطلاع لدى الأسر بشكل مباشر، بحيث يكون تمثيليا على الصعيد الوطني، لمعرفة مدى تأثير السببين على العائلة؛ وبالتالي على قضية الطلاق”، مشيرا إلى “غياب معطيات وافرة وكافية تخص الموضوع”.

وشدد الباحث في علم الاجتماع على أن “وزارة العدل التي تهتم بمشاكل الزواج، وكذلك المندوبية السامية للتخطيط، عليهما إعطاء أرقام مضبوطة، حتى نتوفر على معطيات دقيقة تخص الطلاق، من حيث المؤشرات الديمغرافية والاقتصادية التي تدل، فعلا، على ارتفاع طلبات الطلاق الزوجي مقارنة مع الفترة نفسها قبل عامين”.

وزاد المتحدث شارحا: “تكوّن لدينا انطباع فقط إلى حد الساعة بخصوص الطلاق، يمكن أن نرجعه إلى تداعيات الحجر الصحي، لاسيما التأزم الاقتصادي في العائلات المغربية خلال الفترة المنصرمة، لكن تعوزنا نسب مضبوطة لمقارنة القضية مع سنوات ماضية، مثلما يوجد في البلدان المتقدمة”.

وأبرز الباحث المغربي أن “تداعيات أزمة كورونا على الأسر ليست محصورة على المجتمع المغربي، بل تكتسي بعدا كونيا، وهو ما نلمسه في الصحف العالمية التي تداولت الطلاق بشكل كبير، من قبيل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وأمريكا والجزائر، وغيرها من البلدان”.

hespress.com