السبت 08 غشت 2020 – 16:00
قال جمال الدين البوزيدي، طبيب اختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة، إن المغرب يعيش حالة وبائية خطيرة جدا، إذ إن الإصابات باتت تعد بالآلاف، محمّلا المجتمع المغربي المسؤولية في ذلك ومتوقعا أن يزيد الوضع سوءا.
وتحدث الاختصاصي ذاته، الذي يشغل في الآن ذاته مهمة رئيس للعصبة المغربية لمحاربة السل والأمراض التنفسية، عن صعوبة الوضع الحالي مؤكدا أن ما سيكون الأخطر هو الموجة الثانية للمرض؛ فيما الأيام المقبلة ستكون حاسمة جدا، وستعرف ارتفاعا أكثر للمرض وإزهاقا للأرواح، مشددا على أنه “يجب أن تكون الدولة المغربية صارمة، وأن تتم معاقبة كل من سولت له نفسه أن يؤذي الآخرين وإلا فإن النتائج ستكون جد وخيمة”.
ويقول البوزيدي: “استطعنا أن نجتاز المرحلة الأولى بنجاح، إذ طيلة أربعة أشهر لم يتجاوز عدد الإصابات ثمانية آلاف وعدد الوفيات مائتين، فيما مصالح الإنعاش والعناية المركزة لم تعرف أي ضغط، ومؤشر العدوى كان في حوالي 0,7؛ إلا أنه تم بث شائعة سامة مفادها أن الأمر لا يتعلق بمرض حقيقي بل فقط مرض وهمي، فيما هناك فئة أخرى تخلط بين رفع الحجر الصحي وانتهاء المرض وهو ما أدى إلى ارتفاع الحالات”.
وتابع رئيس العصبة المغربية لمحاربة السل والأمراض التنفسية: “الدولة اتخذت قرارات جريئة بإغلاق ثماني مدن قبل عطلة عيد الأضحى، ولو لم يكن الأمر لكان الوضع أكثر سوءا”، متحدثا عن وجود استهتار لدى الأطفال والشباب بدعوى أن المرض لا يصيبهم؛ “في حين أن الأمر غير صحيح، بل إن المرض أزهق أرواح شباب كثيرين في الولايات المتحدة الأمريكية وأصابهم بمتلازمة كاواساكي أو تختر الدم في الدماغ”.
وأكد الطبيب الاختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة أن مرض “كوفيد ـ 19” هو عكس الأنفلوانزا الموسمية التي لا تكون لها عواقب أو مضاعفات؛ بل يكون له تشمع الرئتين الذي يؤدي إلى قصور في التنفس ويعطي عاهة دائمة، كما قد يؤدي إلى فقدان البصر.
وتحدث جمال الدين البوزيدي عن ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، قائلا “هي مسائل بسيطة وسهلة؛ لكن هناك تراخٍ، وينبغي على المواطنين أن يدركوا الخطر”.
ويوضح المتحدث أن مخاطر العدوى مرتبطة بأربعة عناصر هي المسافة والمدة وحمل الكمامة وهل المكان مغلق أو مفتوح، مشيرا إلى أن نسبة الإصابة في مكان مفتوح تصل إلى 12 بالمائة وترتفع في مكان مغلق إلى 75 بالمائة.
وتحدث البوزيدي عن أهمية ارتداء الكمامات، مشيرا إلى أن ارتداءها من قبل كل الأشخاص يساهم في الحماية بنسبة 95 بالمائة. أما ارتداؤها من قبل شخص واحد يساهم فقط بنسبة أربعة بالمائة.