شكاوى متواصلة يبديها أرباب المقاهي في مختلف ربوع البلاد، عقب قرار السلطات العمومية إغلاق العديد من المحلات التي تتمركز في أحياء جرت الإحاطة بها بالكامل، لاكتشاف حالات إصابات مؤكدة بفيروس “كوفيد19” في صفوف القاطنين.

ويعتبر أرباب المقاهي أن محلاتهم غير مسؤولة عن أي إمكانية لتفشي الفيروس، ولم يسبق أن كانت بؤرة أو مصدرا لنقله، على عكس المعامل والمصانع التي ظلت أبوابها مفتوحة رغم تسجيل عدد إصابات مرتفع ضمنها، بل وأصبح بعضها بؤرة.

وفي مدن الدار البيضاء وسلا وبني ملال، على سبيل المثال، أغلقت السلطات بعض المقاهي ضمن أحياء تمركزت فيها الإصابات، أو زارها حاملون للفيروس، خلال الأيام القليلة الماضية؛ ما جعل أربابها يشكون من عودتهم إلى العطالة القسرية، بعد أشهر من الانتعاش الجزئي.

وتأتي تخوفات المهنيين بعدما قررت السلطات الحكومية، على مستوى مدينتي طنجة وفاس اللتين عرفتا تسجيل عدد كبير من حالات الإصابة، اتخاذ إجراءات احترازية؛ على رأسها إغلاق المقاهي على الساعة العاشرة مساء، وكذا إغلاق المطاعم على الساعة الحادية عشرة مساء.

واعتبر أحمد بوفكران، المنسق الوطني لجمعية أرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، أن المحلات بعيدة جدا عن نقل الفيروس، مسجلا أن المقاهي تدفع ثمن أخطاء قطاعات أخرى، ولا يمكن الاستمرار في الصمت عن هذا الاستهداف.

وأوضح بوفكران، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المقاهي تلتزم بالوقاية والتنظيف الدوري، مسجلا أنه على امتداد الأشهر الماضية لم تؤكد أية إصابة داخل مقهى بالبلاد، وزاد: “لسنا حائطا قصيرا وعلى السلطات أن تحارب البؤر الحقيقية”.

وأشار المنسق الوطني لجمعية أرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب إلى أن المقاهي صرفت أموالا طائلة من أجل استئناف عملها، ومن غير المعقول أن يتم الإغلاق بهذا الشكل، مستغربا من قرارات السلطات المحلية بدورها؛ ففي بني ملال وقلعة السراغنة، تطالب بإغلاق المحلات على الساعة السادسة مساء.

وأكمل بوفكران قائلا: “كان أرباب المقاهي يعتقدون أن المشكل مركزي، لأن السلطات بالرباط لا تعايشهم بشكل يومي؛ لكن بمرور الوقت حتى السلطات المحلية تضيق الخناق مع الأسف”، مطالبا بمراقبة مصادر البؤر الحقيقية، وهي معروفة على حد قوله.

hespress.com