تواصل زخم الاحتجاجات التي تخوضها الشغيلة التعليمية، اليوم الاثنين، بشكل احتجاجي جديد انخرطت فيه ثلاث فئات من الأساتذة، وهم الأساتذة العرضيون والأساتذة أطر وزارة التربية الوطنية حاملو الشهادات وأساتذة “الزنزانة 10″، وانتهى بإصابات في صفوف الأساتذة المحتجين بعد تدخل القوة العمومية.
ومنعت السلطات المحلية الأساتذة من خوض احتجاجهم في الساحة المقابلة لمقر وزارة التربية الوطنية، بداعي استمرار حالة الطوارئ الصحية، بينما ردَّ الأساتذة بأنّهم استنفدوا جميع الحلول المملكة لإيصال مطالبهم إلى الوزير الوصي على القطاع، ولمْ يتبقَّ أمامهم سوى خيار الاحتجاج.
“كاين قرار ديال المنع ديال هاد الوقفة اللي باغي ديروها. شوفو طريقة أخرى للتواصل مع الوزارة ديالكم”، يقول عون سلطة مخاطبا الأساتذة؛ غير أنّ هؤلاء المحتجين اعتبروا أن كل الأبواب مغلقة في وجوههم، حيث ردّ أحدهم بالقول: “جميع المحاولات درناها بدون نتيجة، والسيد (وزير التربية الوطنية) لا يستجيب لأي حوار، إذن اشنو غنديرو”.
وحاوَل الأساتذة إقناع مسؤولي السلطة المحلية بالسماح لهم بتنظيم شكلهم الاحتجاجي، مؤكدين أنهم سيحتجون بشكل سلمي؛ غير أنّ مسؤول السلطة الذي كان يتحدث إليهم رفض ذلك، قائلا: “حالة الطوارئ الصحية كتمنع بحال هاد التجمعات، ودبا نقدر نتدخل ونفرق الوقفة”، قبل أن ينسحب.
ولم يجد الأساتذة بُدّا من خوض احتجاجهم على الرصيف المقابل لوزارة التربية الوطنية؛ غير أنّ قوات الأمن وجّهت إليهم إنذارا بإفراغ المكان، قبل أن تتدخّل لتفريقهم، وهو ما خلّف إصابات في صفوفهم، حيث تمّ نقل عبد الوهاب السحيمي، المنسق الوطني للتنسيقية الوطنية لأطر وزارة التربية الوطنية حاملي الشهادات، إلى المستشفى على متن سيارة إسعاف.
وكان “حاملو الشهادات” يعتزمون خوض اعتصام أمام مقر وزارة التربية الوطنية مرفوقا بإضراب عن الطعام، ابتداء من اليوم الاثنين، احتجاجا على عدم التزام الوزارة بترقيتهم، رغم توصلها إلى اتفاق بهذا الخصوص مع النقابات التعليمية خلال آخر جولة من جولات الحوار الاجتماعي القطاعي.
من جانبهم، يطالب أساتذة “الزنزانة 10″، خريجو السلم التاسع، الذين حضر بعضهم إلى الوقفة الاحتجاجية بلباس المساجين، بترقية استثنائية مباشرة إلى الدرجة الأولى مماثلة بخريجي السلم 10 بأثر رجعي إداري ومالي، كما يطالبون بجبر ضررهم المادي والمعنوي.
ورفع الأساتذة المحتجون شعارات منتقدة لسياسة وزير التربية الوطنية في تدبير الملفات المطلبية للشغيلة التعليمية، من قبيل: “ما دار والو ما دار والو، أمزازي يمشي فحالو”، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتفرّقهم وهم يرددون شعار “حقوق الإنسان، الجماهير شوفي مزيان”.