فقدت أسرة المقاومة وجيش التحرير بالمغرب أحد أيقوناتها الهاشمي ناضل، الذي التحق بالعمل الوطني منذ ريعان شبابه.
وكان الفقيد الحاج الهاشمي ناضل من الناشطين في مجال المقاومة السرية المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي، كما كان مسؤولا في جيش التحرير، وسبق أن عين قنصلا شرفيا للجمهورية الموريتانية.
ونعت الأكاديمية مريم آيت أحمد الفقيد قائلة إنه “نشط في حقل المقاومة السرية بالدار البيضاء إلى جانب محمد الزرقطوني وأحمد شنطر والحسن صفي الدين وإبراهيم السكتاني وغيرهم، وتكلف بشراء الأسلحة وتخزينها ومد خلايا المقاومة بالتبرعات المالية، ووضع بيته رهن إشارة الفدائيين، ملاذا وقبلة للمقاومين القادمين من الشمال”، كما وضع والدها الفقيد المانوزي ايت احمد “بيته في العرائش ملاذا للقادمين بمذكرات اعتقال من الجنوب، وجعل من سيارته الخاصة وسيلة لنقل السلاح وتزويد خلايا المقاومة به”.
ووفق نص للأكاديمية، “التحق الفقيد بجيش التحرير في أقاليم الشمال، وأسندت له مسؤولية قائد في أجدير حيث كان قائد الفرقة التاسعة، وانضوى تحت قيادته الحاج المانوزي ايت احمد ومئات من قبائل زيان”، قبل أن يطلب منه الملك محمد الخامس بداية سنة 1956 العودة إلى الشمال لترتيب الأوضاع داخل جيش التحرير عقب الأحداث والصراعات التي اندلعت به.
وتضيف آيت أحمد: “بعد ذلك، توجه إلى الجنوب الغربي لتكوين جيش التحرير في الصحراء ابتداء من 1956 إلى 1960، وكان مسؤولا على المقاطعة الثامنة التي امتد نشاطها من الساقية الحمراء إلى وادي الذهب وموريتانيا، وأشرف على العديد من العمليات، إلى أن وقع الهجوم المشترك للتحالف الإسباني الفرنسي في ما يعرف بمعركة ايكوفيون”.
وقد عين الفقيد في المؤتمر التأسيسي لشهر مارس 1973 عضوا بالمجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وشارك سنة 1975 في المسيرة الخضراء، وعين قنصلا شرفيا للجمهورية الإسلامية الموريتانية بالدار البيضاء.
وتقول الأكاديمية مريم أيت أحمد إنه في مساره الطويل كرجل أعمال ناجح، “ساهم في توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وبلدان إفريقية وآسيوية وعربية، بإقامته مراكز تجارية في كل من بغداد، وصنعاء، وطرابلس، وأذربيجان، وموريتانيا وأخيرا بإندونيسيا”، انطلاقا من إيمانه بمشروع المستقبل الأفرو-آسيوي.
وتجمل أيت أحمد قائلة في ختام نصّها قائلة: “رغم رحيل هذا المقاوم في صمت، إلا أنه ترك وراءه اسم مجاهد مغربي رفع راية المغرب عاليا في سماء العلاقات التجارية، وأسس مراكز مغربية من حسابه رفع فيها العلم الوطني وأكرم داخلها طلاب علم تلك البلدان”.