مع مرور الأيام يتضح للرأي العام الدولي زيْف أطروحة الجبهة الانفصالية بشأن “تقرير المصير”، وهو ما يكشفه التهامي بن التهامي، أحد الجنود المغاربة الذين احتجزوا من طرف “البوليساريو” خلال الحروب العسكرية المندلعة في سبعينيات القرن الماضي.

ويقول التهامي، في شريط مرئي لمدون مغربي على منصة “يوتيوب”، إن عناصر القوات المسلحة كانت تتعرض للكثير من الهجمات المفاجئة طرف “عصابات البوليساريو”، التي وظفت “حرب العصابات”؛ وكان “وادي تيغزرت” بإقليم آسا الزاك مسرحا لتلك الأحداث طيلة سنوات عديدة.

ويضيف الجندي السابق: “تعرضت ثكنتنا للهجوم اليومي من قبل تلك العصابات التي كانت تتفادى الدخول في مواجهات مباشرة، ما جعلنا نعيش أياما سوداء، لكننا نجحنا في إرجاع الكثير من الأراضي المغربية بالحزام الأمني الخامس والسادس”، ثم استدرك: “راهْ ماتوا الرْجال على هاد الأراضي”.

ويمضي المتحدث شارحا: “كْنْت كنجي نبدل الزملاء ديالي في فوج الحراسة، وكنْلقاهوم سخفانين بالعطش”، ليردف بأن “القوات المسلحة تعرضت ذات يوم لهجوم كبير مباغت قادته بعض الدبابات مجهولة المصدر، قبل أن يتم أسرنا من طرف عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية”.

“تم القبض على رجالنا، واقتادونا إلى مكان بعيد عن الثكنة العسكرية بقرابة أربعين كيلومترا، بينما حالتنا الجسدية يرثى لها، إذ كنّا مكتوفي الأيدي ونمضي مغمضي العينين حتى بلغنا مكانا معينا بالصحراء، ثم طلبت منهم السماح لي بالصلاة، لكن أحدهم بدأ يسألني بضعة أسئلة تافهة عن عدد ركعات صلوات الظهر والمغرب، وهل يصلي المغاربة فعلا، قبل أن أسكته بأن الناس يسألون عن السنن وليس الفرائض”، يورد الجندي السابق.

واسترسل المتحدث: “شرعوا في التحقيق معنا بخصوص ظروف التجنيد والعيش، لكننا كنا نرفض الإجابة عن بعض الأسئلة”، وزاد: “والله إنني أتعجب أحيانا للدول التي تعترف بشرعية هذه الجبهة الانفصالية، لأنها تضم المجرمين والعصابات فقط”، وتابع: “لقد عاينت ذلك، ويمكنني نقل مضامينه إلى الناس، إذ تعرضت لتعذيب رهيب”، ليردف: “مكاين غير الكابْلِي والعْصَا.. قرّبت نتْسطّا.. مكنت كنلقا راحْتي حتى كنمشي للسبيطار”، خالصا إلى أن “تلك العصابات كانت تحترف سرقة الإبل من مالي قبل بيعها بالجزائر”.

وختم الجندي السابق بالقول: “هؤلاء مرتزقة ومجرمون.. لذلك أوجه ندائي إلى الصحراويين المحتجزين بتندوف للرجوع إلى الوطن.. الجزائر ردت لينا خير الإحسان بهذه الطريقة، فقد كان والدي بمنطقة بوذنيب يُطعم أفراد جيشها ويأويهم لأيام عدة؛ لكنني أود التأكيد أن الشعب الجزائري طيب للغاية، غير أن الضباط يضحكون عليه”.

[embedded content]

hespress.com