يواجه بعض المغاربة الحاصلين على شهادة “الباكالوريا القديمة” مشاكل أثناء التقدم للتسجيل في الجامعات والكليات، إذ غالبا ما يتم رفض طلبهم بمبرّر امتلاء المقاعد المخصصة لاستقبال الطلبة الجدد، بينما تؤكد الحكومة أن “هذا المشكل لم يعد مطروحا في ظلّ تمكين كافة الحاصلين على الشهادة من حقهم في التعليم”.
ومع اقتراب موعد امتحانات ولوج المدارس والمعاهد العليا يتجدد مطلب تمكين حاملي شهادة “البكالوريا القديمة” من التسجيل في هذه المباريات، التي يتم الاشتراط فيها أن يكون المتقدم للمباراة حاصلا على البكالوريا خلال الموسم الدراسي الجاري أو قبله، بينما يتم إقصاء الفئات الحاصلة على الشهادة خلال السنوات الفائتة.
وغالبا ما تُرفض طلبات أصحاب ”الباك القديمة” بشأن التسجيل في الجامعات، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بتخصصات معينة، إذ إن غالبية المؤسسات الجامعية بالمغرب تضع شرط أن تكون البكالوريا صدرت في نهاية الموسم الدراسي السابق أو ما قبله كأقصى حد.
وقال سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، إن شهادة الباكالوريا لا تتقادم، مبرزا أثناء حلوله بالبرلمان أن “المشكل يكمن في الطاقة الاستيعابية للمؤسسات الجامعية وليس في الشهادة”.
وأبرز المسؤول الحكومي أن فتح المجال لأصحاب الشهادات القديمة للتسجيل في الجامعات سيشكل ضغطا على هذه المؤسسات، موردا أن “المؤسسة التي لا تتعدى قدرتها الاستيعابية 7 آلاف طالب وطالبة لا يمكنها القبول بتسجيل 20 ألف طالب”.
الجامعي والخبير التربوي لحسن مادي اعتبر أنّ “وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي حسمت في موضوع تقادم شهادة البكالوريا، إذ إن الأخيرة تبقى صالحة ويمكن التقدم بها للتسجيل في الجامعات المغربية بدون عائق”، مبرزا أن “هذا المشكل غير مطروح بالنسبة للجامعات والكليات”.
وأوضح مادي في تصريح لهسبريس: “بالنسبة لمباريات ولوج المدارس العليا والمعاهد لا بد من التقيد بتاريخ الحصول على شهادة البكالوريا، وهو شرط أساسي في عملية الانتقاء”، مشددا على أن “هذه المدارس تلزم بباكلوريا جديدة لأن المناهج والمعارف تتغيّر، ولا بد من مواكبة دقيقة للمتغيرات”.
وتابع الجامعي ذاته: “عدم تسجيل الطلبة والحاصلين على الباكالوريا القديمة فيه إقصاء للكفاءات وضرب لحق من حقوق الإنسان هو الحق في التعليم”، مبرزا أنه “يجب على الحاصل على الباكلوريا أن يتقدم للتسجيل في الجامعات في أي وقت أراد”.
ويقف مادي عند توصيات لجنة النموذج التنموي بشأن التعليم قائلا إنها “مهمة وأساسية لأنها مبنية على عناصر ضرورية تخدم التعليم، بما فيها تشجيع الإبداع والانفتاح على اللغات وتنويع التخصصات العلمية والتقنية”، ومبرزا أن “المستقبل يتطلب كفاءات ومهارات علمية وتقنية وانفتاحا على العالم من خلال تشجيع اللغة الإنجليزية”.