السبت 06 يونيو 2020 – 01:00
دفعت جائحة كورونا وفرض حالة الطوارئ الصحية في المملكة أطباء الأسنان إلى إغلاق عياداتهم تفادياً لانتشار العدوى، لكن هذا الأمر جعل الكثيرين منهم في وضعية متأزمة، حسب بحث أجرته فدرالية تمثل مهنيي القطاع.
وجاء في البحث الذي نشرته الفدرالية الوطنية لنقابات أطباء الأسنان بالقطاع الحر في المغرب أن المهنة تضررت بشدة من هذه الأزمة، وهو ما دفعها إلى طلب حلول سريعة وناجعة لإنقاذها.
وكانت وزارة الصحة راسلت الهيئة الوطنية لأطباء الأسنان من أجل اتخاذ تدابير للحد من انتشار كوفيد-19 وتقليل خطر انتقال العدوى من خلال بعض الممارسات الطبية عالية المخاطر.
وتبعاً لمراسلة السلطات، اضطر مهنيو القطاع إلى إغلاق عياداتهم أمام الاستشارات الحضورية وتعويضها بالاستشارة عن بعد، إضافة إلى إحداث نظام حراسة يتمثل في فتح عيادة واحدة في الإقليم لاستقبال الحالات المستعجلة.
وأكدت الفدرالية أن أطباء الأسنان تفاعلوا إيجابياً مع هذه الإجراءات المتمثلة في إغلاق العيادات، لكنها أشارت إلى أنه “بعد عدة أسابيع بدؤوا يشعرون بآثار هذا القرار المؤلم على نشاطهم المهني وأيضاً على حياتهم الشخصية”.
ومن أجل تقييم أثر الإغلاق على أطباء الأسنان، أنجزت الفدرالية بحثها الذي استهدف 1600 طبيب أسنان، ما بين 18 و22 أبريل المنصرم، وكشفت نتائجه أن 93 في المائة من أطباء الأسنان هم في توقف شامل، في حين بقي 7 في المائة منهم في توقف جزئي من أجل الاستجابة للحالات المستعجلة.
وحسب نتائج هذا البحث فإن الأزمة الصحية أثرت على هذا القطاع بشدة، وهي فئة اجتماعية مهنية تتميز بهيمنة النساء والشباب عليها بنسبة تصل إلى 80 في المائة، ينضاف إلى ذلك “تقادم الإطار القانوني للمهنة وغياب التغطية الصحية والاجتماعية ومعدل الضريبة المرتفع، ناهيك عن بعض الممارسات غير القانونية التي تقود منافسة غير عادلة”.
وتفيد معطيات البحث أيضاً بأن “حوالي 89 في المائة من أطباء الأسنان أصبحوا غير قادرين على تحمل الأضرار المترتبة عن توقف العمل والحجر الصحي بعد ثلاثة أشهر”، ولذلك دعت الفدرالية إلى إيجاد “حلول سريعة وناجعة لإنقاذ المهنة”.
وحسب البحث فإن أطباء الأسنان يعانون آثاراً مالية مباشرة تحول دون أداء التزاماتهم نحو الموردين وأقساط القروض، إضافة إلى المصاريف الثابتة المتمثلة في فواتير الماء والكهرباء والهاتف والأجراء وكراء العيادات والمحاسبة.
وأوردت الفدرالية أن “التكاليف تهدد التوازن المالي لطبيب الأسنان ويمكن أن تهدد عمل العيادات على المدى القريب والمتوسط”، مضيفةً أن “هذه الآثار السلبية ستكون لها عواقب على الآفاق المهنية للقطاع”.