وضع حرج يعيشه المواطنون والأطر الصحية بسلا، حيث يعيش أكبر مستشفى بالمدينة، يقصده أكبر عدد من السكان على مستوى البلاد، مشاكل عدة جعلت الأطباء يبرئون ذمتهم من توالي حالات الوفيات بسبب كوفيد 19.

ويتعلق الأمر بالمستشفى الإقليمي مولاي عبد الله بسلا، حيث اضطر الأطباء المكلفون بأقسام العزل “كوفيد 19” إلى الاحتجاج وإبراء ذمتهم من الوفيات المسجلة، وتدهور حالة المرضى، ما يعزى إلى عدد من الأسباب اللوجستيكية، حسب شكواهم.

رشيد العلمي، طبيب أمراض القلب والشرايين بالمستشفى، قال إن تزايد عدد الوفيات راجع بالأساس إلى أن المكان لا يتوفر إلا على الأوكسجين، “وهو ما يصبح غير كاف في بعض الحالات، ويتطلب تدخلات أخرى”.

المختص ذاته، وفي حديث مع هسبريس، تحدث عن ثلاثة تجهيزات رئيسية للتدخل “لا يتوفر عليها المستشفى ولا يجدها الأطباء لإنقاذ حياة مرضاهم”، منها جهاز يعطي الأوكسجين بكمية كبيرة، وزاد: “هي “أجهزة لا نتوفر عليها ونبقى عاجزين أمام هؤلاء المرضى”.

كما قال العلمي إن من ضمن الإشكالات الأخرى التي يعيشها المستشفى قلة أسرة الإنعاش، مردفا: “رغم كون التصريحات الرسمية تفيد بوجود 31 سريرا، إلا أنه لا يوجد سوى 11 سريرا لاستقبال ساكنة سلا التي تتجاوز المليون”.

وتابع المتحدث ذاته: “نجد أنفسنا أمام مرضى يتوفون بسبب النقص الحاد في الأوكسجين، ونضطر للتفكير في بدائل”، وزاد: “الأجهزة متوفرة ولكنها مغلق عليها في المستودعات، ويجب تفعيلها”، مؤكدا أن قسم الإنعاش “مملوء عن آخره”.

وتتكرر شهادات المصابين بكوفيد 19 التي تنتقد طريقة التعامل معهم بالمصالح الاستشفائية، وعلى رأسها مستشفى مولاي عبد الله بسلا، وجهة آلاف المصابين بالمدينة وضواحيها.

واشتكى عدد من المواطنين من ظروف الاستقبال بالمكان المخصص لانتظار الإحالة على الكشف السريري، مؤكدين أنه “لا تتوفر فيه ظروف الاستقبال والانتظار الذي يطول لساعات قبل إجراء الفحوصات”.

وليس فقط المرضى من ينتقدون الأوضاع داخل هذا المستشفى، بل الممرضون أيضا والأطر الطبية والصحية، الذين يشتكون قلة وسائل الوقاية والتعقيم، وعدم توفر أدنى شروط العمل.

hespress.com