الجمعة 19 فبراير 2021 – 15:00
يقترب المغرب من المرحلة الثّانية من الحملة الوطنية للتطعيم ضد فيروس “كورونا”، وهو يحتل مراتب متقدمة في العالم من حيث عدد المستفيدين من “لقاح الخلاص”، بينما تتجه الأنظار إلى سياقات المرحلة المقبلة وما إذا كانت المملكة ستوسّع دائرة المستفيدين من التطعيم، بينما يطالب خبراء مغاربة وأطر صحية بتمكين شرائح تم إقصاؤها في المرحلة الأولى من “لقاح كورونا”.
وفي وقت حذّرت منظمات دولية من خطورة بعض اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا” على الأشخاص الذي يعانون من الحساسية، مثل لقاح “فايزر”، فإنّ أطباء مغاربة اقترحوا مراجعة توصيات لجنة اللقاحات على المستوى الوطني بخصوص تطعيم مرضى الحساسية، إذ استندت هذه التوصيات إلى الآثار الجانبية المرتبطة بلقاحات الحمض النووي الريبي من شركتي Pfizer وModerna؛ بينما لا تنطبق على لقاحي Sinopharm وAstra Zeneca المتوفرين في بلدنا.
وقال البروفيسور يونس كداري، أخصائي الأمراض الرئوية بالرباط، إن “لقاح سينوفارم يستخدم هيدروكسيد الألومنيوم دون التعرض لخطر الحساسية، ويمكن أن يولد تفاعلًا موضعيًا أو متورمًا أو عقديًا غير ضار”، مبرزا أن “لقاح Astra Zeneca يحتوي على بوليسوربات 80، الذي يحتمل أن يكون مسببًا للحساسية لدى نسبة صغيرة من السكان”.
وشدد الطبيب المغربي على أنه “ليس من المنطقي منع التطعيم عن جميع الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه بعض الأدوية”، مردفا: “مثل هذا الموقف يتعارض مع خصوصية رد الفعل التحسسي، بحيث يستجيب مرضى الحساسية الذين يعانون من فرط الحساسية IgE بشكل خاص للجزيء المخالف، وهناك احتمال واحد من كل 500 ألف أن تكون لديه حساسية مناعية لجزيئين عائليين مختلفين. كما يمكن أن تحدث الحساسية المتصالبة في نفس العائلة أو في العائلات القريبة. وهذا ليس هو الحال مع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والمضادات الحيوية واللقاحات التي تكون متباعدة للغاية”.
وتابع الطبيب الذي يرأس الجمعية المغربية للتكوين المستمر في مجال طب الحساسية “AMAFORCAL”: “إننا محظوظون لامتلاكنا اللقاح المناسب، الذي تم تحديده لمناطق الحساسية الشديدة”، وزاد: “علينا أن نعترف بأن لدينا أوجه قصور في التشاور. بلدنا لديه مهارات في مجال طب الحساسية، لكن لم يتم للأسف التنسيق مع أطره. بينما يوصي الخبراء الدوليون الأشخاص الذين يعانون من الحساسية المناعية بلقاحات Astra Zeneca وSinopharm للمناطق المعرضة للحساسية، يتم حظرها هنا في المغرب”.
ودعا المتحدث ذاته السلطات إلى “مراجعة التوصيات الصادرة عن الوزارة المشرفة في موضوع مخاطر الحساسية، وترك قرار الدلالة أو الموانع للمختصين”، مبرزا أن “موانع الاستعمال الصارمة الوحيدة تتعلق بالأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه بوليسوربات 80، الذين تعرضوا لصدمات تأقية”، وزاد: “يمكن وصف الترتيبات العلاجية المصاحبة للأشخاص الذين يعانون من الأرتكاريا المزمنة أو من متلازمة تنشيط الخلايا البدينة.. مضادات الهيستامين على وجه الخصوص”.