صدحت حناجر الأطقم الطبية والتمريضية بمختلف المستشفيات بالعاصمة الاقتصادية، ظهر اليوم الثلاثاء، احتجاجا على تعليق وزير الصحة، خالد آيت الطالب، الرخص الإدارية وإلغاء “الكونجي” بشكل فجائي.

وردد الأطباء والممرضون، خلال وقفات احتجاجية عدة، شعارات ضد الوزارة الوصية على القطاع، منتقدين “الارتجالية في اتخاذ القرارات، دون مراعاة الظروف التي يمر منها جنود الصف الأمامي في المعركة ضد فيروس كوفيد 19”.

وندد المحتجون خلال هذه الوقفات بـ”الطريقة التعسفية” المعتمدة من الوزير آيت الطالب، التي “لم تراع ظروفهم، والمعاناة التي مروا منها طوال مواجهة هذا الوباء”، مشددين على وجوب إيلاء الأطقم الطبية الأهمية من أجل مواصلة المعركة ضد الفيروس.

وعلى مستوى سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، صدحت حناجر الأطقم الطبية والتمريضية وشبه الطبية بشعارات ضد الوزارة، داعين إياها إلى التراجع عن قرارها القاضي بإلغاء العطلة الصيفية، وذلك حتى يتمكنوا من أخذ قسط من الراحة بعد الجهود التي بذلوها في مواجهة الجائحة.

وأكد زكرياء تعباني، الكاتب الإقليمي للاتحاد المغربي للشغل على مستوى عمالة البرنوصي، على كون الوقفة الاحتجاجية “ليست سوى تحصيل حاصل”، مردفا: “قضينا المدة الأخيرة دون أدنى تعويض ودون التفاتة من طرف الوزارة إلى الأطقم الطبية”.

وشدد تعباني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن الأطقم “لا ترفض العمل، وإنما تريد أخذ قسط من الراحة، بعد الجهد الذي قُدم في مواجهة الوباء”، مضيفا: “كورونا لن تنتهي الآن، لذلك تجب مراعاة الظروف التي نمر منها”.

من جهتها، لفتت سارة فنار، ممرضة بالمستشفى الإقليمي المنصور، إلى كون هذه الوقفات “جاءت نتيجة الاحتقان بعد الضغط على الأطر الصحية الناجم عن حرمانها من التعويضات”، مردفة: “باقي الوزارات قدمت تحفيزات لأطرها؛ فيما وزارة الصحة طمست ذلك رغم التضحيات الجسام التي قدمها الأطباء والممرضون خلال الجائحة”.

واعتبرت المتحدثة نفسها أن هذا “القرار المفاجئ القاضي بتعليق الرخص الإدارية، والذي جاء دون معرفة حيثياته- علما أنه حتى ولو كانت بعض الأطر في عطلة فإن هناك استمرارية المرفق العمومي- تم اتخاذه دون مراعاة تعب وإنهاك الأطر، كما لم يراع ظروف التنقل”.

وشددت الممرضة المذكورة على كون “الوزارة لا تراعي ظروف الأطقم، وهو ما تسبب في الاحتقان، إذ إن هناك أُطرا أصيبوا بالعدوى ولَم يتم الاهتمام بهم، وهو ما ولد غضبا في مواقع التواصل الاجتماعي”، وزادت: “من العيب الضغط عليهم إلى هذه الدرجة”.

وتأتي هذه الوقفات كرد سريع على قرار إلغاء العطل الصيفية للأطر الطبية والتمريضية وكل العاملين بالمؤسسات التابعة لوزارة الصحة بجميع جهات المملكة، بسبب ارتفاع عدد الإصابات بوباء “كوفيدـ 19”.

وأوردت دورية لوزارة الصحة أنه سيتم استدعاء الأطر الطبية والتمريضية الموجودة في الوقت الحالي في عطلة، من أجل الالتحاق بمراكز عملها؛ وذلك في وقت بدأ عدد حالات الإصابة بـ”كورونا” يعرف تزايدا مضطردا، خاصة خلال عيد الأضحى.

hespress.com