بينما كانت عملية التلقيح تمرّ في أجواء إيجابية بفضل انخراط المواطنين والأطر الصحية، فتحت وزارة الصحة الباب أمام “العشوائية” بإقرارها توسيع مجال الاستفادة من اللقاح ليشمل الفئات ما فوق 25 سنة، وهو ما جعل مراكز التلقيح تعرف اكتظاظا غير مسبوق وفوضى خانقة.

وانتقدت فعاليات طبية قرار الحكومة فتح أبواب الاستفادة من التلقيح أمام فئات مختلفة دون التقيد بموعد مسبق أو توفر شرط القرب، وهو ما جعل المراكز الصحية المكلفة بعملية التلقيح تغوص في اكتظاظ غير مسبوق.

وفي وقت كانت عملية التلقيح تمر في أجواء سلسة، اختارت وزارة الصحة المرور إلى السرعة القصوى لدفع المغاربة إلى الحصول على اللقاح، في وقت تقود الحكومة المغربية بمعية الوزارة الوصية حملات تواصلية “مكثفة” لإقناع المواطنين بجدوى اللقاح وفعاليته من أجل الحد من انتشار فيروس “كورونا”.

وتعمل الحكومة جاهدة على طمأنة الرّأي العام المغربي بخصوص حملة التلقيح، بعد انتشار خطابات التشكيك، خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكّدة أنّ اللقاح “بين أياد أمينة حريصة على أمن وصحة وسلامة المواطنين”.

سعاد مرواني، طبيبة عامة في سلا، تصف الوضع داخل مراكز التلقيح بـ”الصّعب” و”الخطير”، مبرزة أن “الأطباء دخلوا في مواجهة مباشرة مع المواطنين في ظل غياب الأمن والسّلطة”، وتابعت: “نمضي ساعات طويلة في تلقيح المواطنين، وقد يصل العدد إلى 800 مواطن يوميا”.

وأوردت الطبيبة ذاتها، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الأطباء يعيشون في ظروف استثنائية، وغالبيتهم يعانون من ضغط نفسي رهيب”، وزادت مستدركة: “لكن هذا لا يمنعنا من خدمة وطننا، لاسيما في ظل هذه الظروف الصّعبة، حيث تلعب الأطر الطبية أدوارا كبيرة لتفادي السقوط في انتكاسة صحية”.

وأوضحت الإطار الطبي ذاتها: “الطاقم الطبي في سلا تجند منذ البداية لمواجهة كورونا، إذ تنقل بشكل مكثف إلى الأماكن الشعبية، وقاد حملات توعوية لمحاربة الفيروس، بينما وزارة الصحة تجاهلتنا ولم تقدم أي دعم، سواء كان ماديا أو معنويا، بل قامت في المقابل بالاقتطاع من أجورنا”.

واعتبرت الطبيبة ذاتها أن “هناك نقصا حادا في الأطقم الطبية”، مسجلة “انعدام مواد التعقيم ومعدات التلقيح والكمامات داخل مراكز التلقيح”، ومشددة على أن “بعض الأطباء اقتنوا المواد الضرورية للتلقيح من مالهم الخاص”، وتابعت: “الطبيب في حاجة إلى عناية وزارة الصحة من خلال الاستجابة لمطالبه الأساسية المتمثلة في رفع الأجور وصرف التعويضات”.

وأضافت الطبيبة أن “المواطنين يهاجمون الأطر الصحية بالشتائم والألفاظ النابية، وهو ما يجعل مهمة التلقيح مستحيلة في ظل هذه الظروف”، داعية إلى “الاهتمام بالأطباء لأنهم يخوضون معركة غير مسبوقة للتغلب على كورونا”.

The post أطباء يشكون الاكتظاظ داخل مراكز التلقيح وينتقدون "هزالة" الرّواتب appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

hespress.com