شارك سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الجمعة، في ندوة عمل من تنظيم سفارة البرتغال بالرباط، باعتبار دولة البرتغال رئيسا لمجلس الاتحاد الأوروبي خلال الفترة الممتدة من فاتح يناير 2021 إلى غاية 30 يونيو الجاري، وذلك بحضور 18 سفيرا أوروبيا معتمدا بالرباط، إضافة إلى نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالمملكة المغربية.
ووفق بلاغ للوزارة، فقد شكل اللقاء مناسبة لعرض أهم الأوراش المهيكلة التي انخرط المغرب في تنزيلها عقب اعتماد القانون الإطار 17.51 المتعلق بالتربية والتكوين والبحث العلمي، والبرامج والمشاريع التي تم إطلاقها في هذا الصدد والتي تهم مختلف المستويات الدراسية والتكوينية.
وفي هذا السياق، تم عرض أهم مؤشرات التطور التي عرفها التعليم الأولي خلال السنوات الأخيرة، في أفق تعميمه خلال الموسم الدراسي 2027-2028. كما تم، خلال هذا العرض الذي قدمه الوزير أمام السفراء الأوروبيين، إبراز أهم مرتكزات الهندسة البيداغوجية الجديدة للتعليم المدرسي التي ستولي عناية خاصة للتناوب اللغوي ولاستيعاب المعارف الأساسية والكفايات الذاتية التي من شأنها تنمية قدرات التلميذ.
وفي الصدد ذاته، جرى بسط أبرز ملامح خارطة طريق تطوير التكوين المهني التي تم عرضها على أنظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بتاريخ 4 أبريل 2019، خاصة في شقها المتعلق بمدن المهن والكفاءات التي سترى النور خلال الدخول البيداغوجي المقبل 2021-2022، آخذة بعين الاعتبار الخصوصيات المجالية والاجتماعية والاقتصادية لكل جهة على حدة. كما تدعو هذه الخارطة إلى تحديث المناهج البيداغوجية وإعطاء الأولوية لانخراط المهنيين، لا سيما من خلال تعزيز التكوين في الوسط المهني عبر التناوب.
أما في ما يتعلق بالتعليم العالي، فقد قدم الوزير الملامح البارزة لنظام البكالوريوس باعتباره خيارا اعتمده المغرب لإرساء نموذج جديد للتكوين الجامعي بهندسة بيداغوجية مبتكرة ومتجددة تسعى إلى تعزيز قابلية التشغيل لدى الخريجين وتنمية استقلالية الطلبة عبر تمكينهم من المهارات والكفايات الحياتية والذاتية واللغات الأجنبية، وكذا الرفع من مردودية المؤسسات الجامعية وتحسين الحركية الدولية للطلبة.
وتجدر الإشارة إلى أن التعاون بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي عرف دينامية جديدة على إثر اعتماد الطرفين، بتاريخ 27 يونيو 2019، “البيان المشترك”، بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة عشرة لمجلس الشراكة، الذي أسس للشراكة الأوروبية-المغربية للرخاء المشترك. وتتمحور هذه الشراكة حول أربعة فضاءات مهيكلة، أبرزها “فضاء المعارف المشتركة” الذي سيحقق قيمة مضافة للتعليم العالي والتكوين المهني، وكذا العمل المستدام والبحث العلمي والابتكار ونقل التكنولوجيا وحركية الطلبة والباحثين.
وقد شرع المغرب في مباشرة مسلسل الشراكة المتعلق بالبرنامج الأوروبي “أفق أوروبا” (Horizon Europe)، الذي خصصت له ميزانية إجمالية قدرها 95,5 مليار يورو، برسم البرمجة الأوروبية الجديدة 2021-2027.
وستتيح صفة “بلد شريك” في برنامج “أفق أوروبا” لبنيات البحث المغربية تطوير جاذبيتها وإشعاعها حيال نظيراتها الأوروبية، إضافة إلى تشجيع وتيسير تقاربها مع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي والمقاولات والمؤسسات غير الحكومية والشركاء الاجتماعيين، وذلك بهدف تثمين البحث ونقل التكنولوجيا.