تتوالى نداءاتُ “الاستغاثة” من مواطنين مغاربة مصابين بـ”كوفيد-19″ من داخلِ غُرفِ “العلاجِ” التي تحوّلت إلى ما يشبهُ “زنازين” لا تتوفّر فيها أبسط شُروط “الحياة”، حيث يُعاني المرضى من غيابٍ تامّ للأطباء والأدوية، كما أصبحت هذه “المراكز” الاستشفائية الخاصّة بالمصابين بكورونا تُشكّل “مأوى” للصّراصير والجرذان.

يحكي أحد المرضى بـ”كوفيد-19″ كانَ يرقد في مستشفى سيدي يحيى الميداني أنّ “رحلة العذاب” قد بدأت مباشرة بعد تشخيصِ إصابتهِ بفيروس كورونا، ونقله إلى مستشفى سيدي يحيى الميداني، موردا أنّه “لا يوجد طبيب يتابعُ حالات المرضى الذين تركوا لحالهم دون أيّ متابعة طبّية”.

وفي وقتٍ سابقٍ، نقلت التجانية فرتات، المديرة السابقة لأكاديمية التربية الوطنية والتكوين بالرباط، شهادات صادمة حول معاناتها بسبب إصابتها بفيروس “كورونا”، وقالت بعدما تمّ نقلها إلى مستشفى سيدي يحيى: “عند مدخل المشفى، يوجد العديد من الأشخاص يتحدثون إلى مسؤول ويخبروه أن لا علاج بالداخل، وأن كل ما يفعلونه هو النوم والأكل”.

وأضافت فرتات في شهادتها: “داخل المستشفى أدركتُ بسرعة أن النّاس يأكلون وينامون فقط. لا توجد متابعة طبية مثل مراقبة درجة الحرارة أو ضغط الدم. لا شيء”.

وقال أحد مرضى “كوفيد-19”: “بعد إجراء اختبار فيروس كورونا لزوجتي، الذي تحدّد ثمنه في 800 درهم، جاءت نتيجة الفحص إيجابية. في ذلك الوقت، جاء المقدّم والقائد، ونُقلت إلى مستشفى مولاي عبد الله في سلا في غرفة عادية بدون عناية مركزة، وتفاقمتْ حالتها، وفي اليوم التالي وُضعت في العناية المركزة، لأنها لم تعد قادرة على التنفس”.

وأضافَ المتحدّث، في تصريح لجريدة هسبريس فرنسية، قائلا: “لم يتم فحصي في المستشفى العام إلا بعد يوم من دخول زوجتي الحامل، وكان ذلك مجّاناً. وبعد يومين، في 27 يوليوز، تم نقلي إلى مستشفى مولاي عبد الله. تم وضعي في غرفة مع دبلوماسي كاميروني. لقد كانت قذرة للغاية، ومنعنا من مغادرة الردهة، وكان هناك الكثير من الأوساخ. لم يكن هناك طبيب لمدة 6 أيام”، ولم يتلق أيّ علاج.

بعد أيّامٍ قضاها في مستشفى مولاي عبد الله بدون أيّ متابعة طبّية، تقرّر نقله إلى المستشفى الميداني سيدي يحيى الغرب. وعند وصوله في منتصف الليل، يصف المتحدّث “الأجنحة” المخصّصة للمرضى قائلا: “أسوارٌ عالية جدًا كما في السّجون، كثير من الناس. كان المكان ضخمًا، وهناكَ أكثر من 15 شخصًا في كل غرفة. (…) كان الجوُّ حارًا والجرذان والصراصير تتجوّل في الليل”.

وأكّد المتحدّث في شهادتهِ لهسبريس أنه “كان هناك حشيش يباع داخلَ المستشفى. لم تظهر على أحد أيّ أعراض، فهناك من كان يلعبُ كرة القدم، وكان آخرون يصرخون، ناهيك عن السرقات في الليل”.

وأوضح أن “المستشفى تم تقسيمه إلى قسمين، أحدهما للمدنيين والآخر للجنود”. وبحسب قوله، كان لدى الجنود كل ما يحتاجون إليه من أطباء وأدوية، وكانوا يتلقون علاجهم لمدة 6 أيام.

وأورد المتحدّث ذاته: “يقولون إن هناك 24 طبيبا مدنيا و54 جنديا .. هناك طبيب واحد وثلاث ممرضات، لم يأتِ أحد لرؤيتنا”.

hespress.com