بينما انحصر النقاش منذ كشف وزارة التربية الوطنية عن تصورها للدخول المدرسي المقبل حول الكيفية التي سيدرس بها تلاميذ الابتدائي والإعدادي والثانوي، ما زال مصير تلاميذ التعليم الأولي غامضا، سواء بالنسبة للآباء والأمهات أو حتى الجمعيات التي تدبّر هذا التعليم.

الهيئة الوطنية للتعليم الأولي وجهت رسالة إلى وزير التربية الوطنية، التمستْ فيها تأجيل التحاق أطفال التعليم الأولي بالمؤسسات العمومية “حتى تتضح الأمور بسبب انتشار وباء كوفيد-19″، معضّدة ملتمسها بعدد من الأسباب؛ في مقدمتها “ضعف مناعة الأطفال وسنّهم المبكرة”.

واعتبرت الهيئة ذاتها أن الأطفال الصغار لا يتحملون الاختلاط بمن هو أكبر منهم سنا، خصوصا خلال هذه الفترة، إضافة إلى هاجس الخوف عليهم لدى أسرهم. كما أن نسبة مهمة من التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وست سنوات يعيشون بعيدين عن المؤسسات التعليمية، خاصة في العالم القروي.

وتوزعت آراء المربيات العاملات في قطاع التعليم الأولي بين رأيَيْن، الأول يعتبر أن الظروف الحالية غير مواتية لالتحاق الأطفال بالتعليم الأولي، بسبب ضعف مناعتهم؛ بينما يقول الرأي الثاني إنّ التحاقهم بالأقسام لن يطرح مشكلا، إذا تم الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس.

وإذا كانت الهيئة الممثلة للجمعيات المدبّرة لأقسام التعليم الأولي التابعة لمؤسسات التعليم العمومية قد طالبت بتأجيل التحاق الأطفال بالمؤسسات، فإن أولياء الأطفال المتمدرسين في التعليم الأولي التقليدي “يعيشون في حالة من الحيرة”، بتعبير حسن مزوار، نائب رئيس جمعية التضامن للتربية والتعليم الأولي بالرباط.

وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن آباء وأمهات التلاميذ يتساءلون كيف سيكون الدخول المدرسي المقبل، لافتا إلى أن الاحتمال الأرجح، في ظل عدم إشارة بلاغ وزارة التربية إلى التعليم الأولي التقليدي، هو العمل بالتعليم الحضوري والتعليم عن بعد، مثل باقي المستويات التعليمية الأخرى.

وجوابا عن سؤال حول ما إن كان آباء وأمهات التلاميذ سيُرسلون أطفالهم إلى رياض التعليم الأولي، قال مزوار: “هناك من سيخاف وسيُفضل إبقاء أطفاله في البيت إلى أن ينجلي الوباء، وهناك مَن سيرسلهم”، لافتا إلى “أن الأهم هو الثقة بيننا وبين أولياء التلاميذ، حيث سيكون هامش الخوف قليلا إذا كان فضاء التعليم نظيفا ومحترما لشروط السلامة الصحية”.

وبخصوص التعليم عن بعد، الذي تزداد صعوباته مع تلاميذ التعليم الأولي، نظرا لصغر سنهم، قال مزوار إنّ جمعية التضامن للتربية والتعليم الأولي بالرباط أعدت منصة للتعليم عن بعد؛ لكنه استدرك أنه لا يمكن الاعتماد عليه كليا، “لأن إيصال المهارات إلى الأطفال يحتاج أن يكون هناك تواصل مباشر بينهم وبين الأستاذ”.

وفيما يتعلق بالإجراءات التي سيتم اتخاذها لضمان سلامة التلاميذ، قال مزوار: “نحن سنمتثل للإجراءات التي أقرتها وزارة التربية الوطنية، وسنشدد تطبيقها، ونفعّل تدابير أخرى؛ من قبيل عدم السماح لأولياء التلاميذ بالدخول إلى المؤسسات”، مضيفا: “هذا هو الخيار المتاح أمامنا حاليا، وعلينا أن نضمن الحماية للأطفال؛ لأنهم مسؤولية بين أيدينا”.

hespress.com