خلف قرار إعادة فتح دور الشباب على الصعيد الوطني، بعد عام ونصف العام من الإغلاق، ارتياحا كبيرا في صفوف الفعاليات الجمعوية التي كانت تنشط بهذه الفضاءات وتتخذ منها مقرات لها.
وأثار قرار وزارة الثقافة والشباب والرياضة ـ قطاع الشباب والرياضة فتح دور الشباب، بعد النتائج المسجلة في منحى الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد وطنيا، استحسانا من لدن الفاعلين الذين سبق لهم المطالبة بفتح هذه المؤسسات.
واعتبر رشيد قبلاني، واحد من الشباب الذين ينشطون بمؤسسات دار الشباب، أن هذا القرار “طال انتظاره، بالنظر إلى أن دور الشباب تلعب دورا فعالا في التأطير والتكوين لفائدة الأطفال واليافعين”.
وأوضح الفاعل الجمعوي، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن إغلاق هذه المؤسسات، وفي ظل جائحة “كورونا”، “ساهم في جعل الفئة التي تلج هذه الدور تعيش وضعا نفسيا صعبا، لا سيما أنه كان مفروضا عليها خلال مرحلة الحجر الصحي عدم مغادرة المنازل”.
وبالرغم من أن قرار إعادة فتح هذه الفضاءات جاء متأخرا، فإنه قد يخفف من معاناة الأطفال واليافعين إذا ما تم السماح بتنظيم مخيمات بها، في ظل تدهور الأوضاع الاجتماعية لأسرهم وعدم قدرتها على السفر لقضاء العطلة في مدن أخرى، وفق تعبير المتحدث نفسه.
من جهته، أكد محمد كليوين، منسق الائتلاف المغربي لمجالس دور الشباب، أن الفاعلين استبشروا خيرا بقرار فتح المؤسسات؛ “ولو أنه جاء متأخرا، باعتبار أن دور الشباب تعرف إغلاقا في فصل الصيف”، معتبرا ذلك القرار “خطوة للاستئناس على الأنشطة وإعادة الروح إلى هذه الدور التي كانت راكدة وكان معها المجال التربوي في الإنعاش”.
وشدد كليوين، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن فتح هذه المؤسسات سيتم من خلاله تعويض الطفولة تربويا عن الأشهر التي حرمت أثناءها من أنشطة هذه الفضاءات، والتخفيف من المعاناة النفسية التي تسببت فيها الجائحة في صفوف هذه الفئة العمرية.
وأوضح المتحدث نفسه أنه داخل دور الشباب “يمكن العمل على تعويض الأطفال واليافعين عن سنتين بيضاء بدون أنشطة، وستكون مناسبة لدعم وتأهيل الأطر التربوية التي لم تشتغل على تكوينات الوزارة”.
وفي السياق نفسه، أضاف الفاعل الجمعوي أن الفعاليات التي تنشط بمؤسسات دور الشباب تسعى إلى أن تكون هذه المؤسسات “دامجة ومندمجة للرفع الاقتصادي للشباب والساكنة، لا سيما بعد هذه الجائحة”.
ودعا الائتلاف المغربي لمجالس دور الشباب الوزارة الوصية على هذه المؤسسات إلى تحويلها خلال فترة الصيف إلى مخيمات للقرب، وتنزيل برنامج التخييم محليا على الأقل؛ حتى يستفيد منها الأطفال وتعويضهم بذلك عن فترة الإغلاق.