السبت 22 غشت 2020 – 04:16
دفعت التطورات الوبائية، التي تشهدها بعض الحواضر الكبرى، السلطات العاملية إلى منع السباحة في الشواطئ التابعة لنفوذها الترابي؛ غير أن القرار المفاجئ خلّف استياءً كبيرا لدى المشتغلين في المهن الموسمية ذات الصلة بالشواطئ.
وأجمع مزاولو “المهن الشاطئية”، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن مورد رزقهم الدائم بات شبه مهدد في فصل الصيف، بفعل التداعيات الصحية المترتبة عن تفشي فيروس “كورونا” المستجد.
محمد، حارس سيارات، تحدث لجريدة هسبريس الإلكترونية عن أحواله الاجتماعية، قائلا: “نحن عائلة برمتها تشتغل في المهن الشاطئية؛ لكن إقدام السلطات على إغلاق الشواطئ يعني إعدام مورد عيشنا بشكل نهائي”.
وأضاف المصرح للجريدة أنه “يتابع دراسته في السنة الثانية بالكلية؛ لكن الظروف المادية التي تعيشها الأسرة دفعته إلى العمل خلال العطلة الصيفية، قصد إعانة الأبوين على تدبير المصاريف اليومية، ضمنها تكاليف الكهرماء والكراء وغيرها”.
من جانبه، يرى مواطن آخر يعمل في المهن الموسمية أن “الموسم الصيفي الحالي بات مرهونا بتحسن الحالة الوبائية، لأن السلطات المسؤولة تقوم باتخاذ إجراءات زجرية مشددة إذا ما ارتفعت الحصيلة اليومية”.
وتابع مسترسلا: “أعمل في كراء المظلات الشمسية، ففي كل سنة يكون هناك إقبال كبير من لدن المصطافين؛ لكن هذا الموسم استثنائي بكل المقاييس، فالإقبال ضعيف للغاية، والأجواء الصحية لا تساعدنا على العمل”.
بدورها، تطرقت بائعة مأكولات إلى واقعها المعيشي في ظل إغلاق الشواطئ، موردة أن “الوضعية المادية صعبة، بفعل انعدام مدخول قار للأسرة، حيث أصبحت مهددة بالتوقف عن العمل، بسبب منع السلطات السباحة في شواطئ أخرى”.
ومضت بالقول: “زوجي بدوره يعيش ضائقة مالية، بالنظر إلى اشتغاله اليومي في قوارب الصيد؛ لكن السلطات حددت لهم توقيت العمل الجديد”، مستدركة: “قطاع الصيد البحري يعرف أزمة خانقة منذ بداية الجائحة”.
فيما أكد شاب مغربي، في حديث مصور مع الجريدة، أن “مهنته قائمة على البحر، حيث يشتغل في المهن الشاطئية، لاسيما خلال العطلة السنوية؛ لكن كورونا شلّت كل شيء، ما تسبب لنا في ركود مادي غير مسبوق”، خاتما: “نأمل أن تنتهي هذه الأزمة العصيبة”.
وعلى إثر تسجيل ظهور بؤر وبائية جديدة في بعض المناطق، أعلنت السلطات عن إغلاق مجموعة من الشواطئ الساحلية، نظرا لما تقتضيه الضرورة الصحية الملحة، في ظل عدم احترام إجراءات التباعد الجسدي وارتداء الكمامة الواقية خلال الفترة المنصرمة.