مرّت عملية التطعيم الجماعي في أجواء هادئة طيلة الأيام الماضية، حيث حرصت الأطر الصحية على تلقيح كافّة الأشخاص ذوي الأولوية، تنفيذاً للتوجيهات الملكية الرامية إلى حماية الفئات “الهشة” المعرّضة لخطر الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد.
وباستثناء حالات قليلة جرى ضبطها من قبل السلطات المحلية لاستفادتها من التلقيح خارج الفئات المستهدفة، فإن معظم القوائم المُعدّة لهذا الغرض قد استجابت للشروط المعلن عنها من طرف وزارة الصحة، التي أوردت أن عدد المستفيدين والمستفيدات من التلقيح بلغ أزيد من 200 ألف شخص إلى حدود الاثنين.
وتفاعل الأشخاص المعنيون بالتلقيح بإيجابية مع الحملة الوطنية الهادفة إلى تحقيق المناعة الجماعية في الأشهر القادمة، من خلال الإقبال المكثّف على مراكز التطعيم في مختلف ربوع التراب الوطني، فيما تنتظر بقية الفئات دورها للحصول على حقنة اللقاح.
وفي هذا الإطار قال إحسان المسكيني، باحث في الكيمياء الإحيائية، إن “اللقاح أداة وقائية لمواجهة الفيروسات كيفما كان نوعها، حيث التجأت إليه الهيئات الصحية في ظل غياب أي علاج فعّال ضده، فظهرت بذلك لقاحات عدة؛ مثل أسترازينيكا وموديرنا وسينوفارم وفايزر، ويرتقب أن ينضم إليها لقاح جديد اسمه جونسون آند جونسون”.
وأضاف المسكيني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “اللقاح يُكسب جسم الإنسان المناعة اللازمة، من خلال تشكيل مضادات تبقى بالدم، الأمر الذي يحمي الشخص من تدهور وضعيته الصحية؛ ومن ثمة، تفادي الحالات الصعبة أو الحرجة أو الوفاة”.
وأوضح الباحث في علم الفيروسات أن “المغرب أطلق العملية الاستباقية الساعية إلى تلقيح أزيد من 80 بالمائة من المواطنين، قصد تشكيل المناعة الجماعية التي ستحول دون انتشار المرض، خاصة في ظل السلالات المتحورة الجديدة، التي دفعت كثيرا من الدول الأوروبية إلى إغلاق حدودها من جديد”.
وشدد المتحدث على أن “التلقيح عملية ضرورية لمحاربة الفيروسات، بل هي خطوة محسوم فيها من الناحية العلمية، ما يستدعي عدم التشكيك في نجاعتها أبدا، لأن اللقاحات مكّنت من القضاء على مختلف الأمراض المنتشرة قبل عقود”، مبرزا أن “المغرب حرصَ على تلقيح مواطنيه، عبر إعطاء الأولوية للأشخاص البالغين من العمر 75 سنة فما فوق، إلى جانب السلطات العمومية والأطر التربوية، فيما سيتم تلقيح بقية المواطنين في مرحلة لاحقة”.