الإثنين 3 ماي 2021 – 00:15
تتعدد التأويلات المرتبطة بمحاولة هجرة عدد من الشباب المغاربة من الفنيدق صوب سبتة، بين من يربطها بالتدهور الاقتصادي الذي تعيشه المنطقة، ومن يردها إلى شهر رمضان، حيث يمكن أن تكون المراقبة مخففة؛ فيما تربط تأويلات أخرى الأمر بالأزمة الإسبانية المغربية الحالية، خصوصا أن العملية صاحبها حضور متفرجين وحاملي كاميرات لتوثيق المشاهد، وأيضا المواكبة الكبيرة بفيديوهات من سلطات سبتة.
وفي هذا الإطار قال عبد الإله الخضري، الناشط الحقوقي، إن “تحليل الأمر لا يرتبط بالشق السياسي لوحده”، مفيدا بأنه قد يكون مرتبطا بغض الطرف من قبل القوات الأمنية وظروف المراقبة، خاصة أنه في رمضان قد تكون مراقبة الحدود مخففة بالنسبة للطرف المغربي؛ إلا أن الأمر يبقى مجرد احتمال”، وزاد أن الأكيد هو ارتباط الأمر بالوضعية الاقتصادية التي تعيشها المنطقة.
وأوضح الخضري، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الأمر مرتبط بفرص، والشباب يسعون إلى اقتناص هذه الفرص”، مفيدا بأن من بين الاحتمالات الممكنة “الظرفية التي تعيشها العلاقات المغربية الإسبانية، التي بسببها قد يرغب المغرب في أن يعطي للجارة الشمالية إشارة إلى أنه في حل من التزاماته في مراقبة الحدود”.
كما قال الحقوقي ذاته إن “الدافع قوي والفرص متعددة، وما يجب الانتباه إليه هو غياب أي بديل اقتصادي يتطلع إليه الشباب في المنطقة”، مفيدا بأنه “لا أحد يستطيع تأكيد الأمر في ظل غياب معطيات”.
وشدد المتحدث ذاته على أن “لب الإشكال يتعلق بالاختناق الاقتصادي الذي تشهده منطقة الشمال إثر الإغلاق خلال السنتين الماضيتين”، منبها إلى أن “هناك إحباطا خطيرا يشعر به الناس، خاصة أن أغلب الشباب وجدوا أنفسهم منقطعي الرزق بصفة نهائية”.
وتحدث الخضري أيضا عن “حجم السخط الذي بدأ يدب في الشباب والساكنة عامة”، قائلا إن القيام بمحاولة الهجرة سباحة ليس بالسهل على هؤلاء الشباب، وزاد: “إنها مغامرة محفوفة بالمخاطر بشكل كبير جدا”.
وتابع الحقوقي ذاته: “سننتظر مآسي أخرى، خاصة إذا علمنا أن المنطقة بين الضفتين تتواجد بها أسماك القرش؛ وبالتالي فهي مأساة إنسانية نعيشها، ولا نقبل أن يغامر هؤلاء الشباب بأنفسهم بهذه الطريقة”.