إذ كان ارتداء الكمامات خارج البيت أمرا ضروريا ومفروضا فإن ارتداءها داخل السيارات الخاصة أمر يخلق جدلا، إذ لا يستوعب كثيرون الأهمية أو الغاية من ذلك، خاصة إذا كانت السيارة تضم السائق لوحده.

ويرى كثيرون أنه لا أهمية لارتداء الكمامات الواقية داخل سياراتهم، ويكتفون بارتدائها خلال مغادرتها، معتقدين أن الأمر لا يشكل أي خطورة، سواء عليهم أو على الآخرين؛ وفي المقابل قلة قليلة يوافقون على ارتدائها انطلاقا من باب البيت وحتى العودة له، معتبرين أن في الأمر سلامة لهم وللغير.

وفي هذا الإطار يرى مصطفى الناجي، اختصاصي علم الفيروسات ومدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن ارتداء الكمامات داخل السيارة أمر ضروري حتى ولو ارتبط الأمر بالسيارة الخاصة، مؤكدا أنه في هذا الإطار يجب الأخذ بعين الاعتبار هل السيارة يستعملها شخص واحد فقط أم يمكن أن يركبها أشخاص آخرون، مشيرا إلى أنه يمكن التساهل بعدم ارتداء الكمامات في الحالة الأولى، لكن يجب ارتداؤها في الحالة الثانية حتى حينما يكون الإنسان لوحده في السيارة.

ويشرح الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قائلا: “العدوى تنتقل عبر الرذاذ الذي يكون محملا بالفيروسات، وبالتالي حينما يركب شخص آخر في السيارة يمكن أن ينتشر هذا الرذاذ داخلها، وبالتالي يحمله السائق أو أي شخص ركب تلك السيارة”.

ويفضل الناجي ارتداء الكمامة حتى حينما يكون الشخص وحيدا في السيارة، وأشار إلى عدة حالات يمكن أن ينتقل من خلالها الرذاذ من الخارج إلى داخل السيارة، قائلا: “التكييف يعمل على تصفية الهواء الموجود خارج السيارة وحمله لداخلها، وهي الحالة التي يمكن أن ينتقل من خلالها الفيروس”، مشددا على أن “ارتداء الكمامة يبقى أمرا إيجابيا حتى إذا كان الشخص لوحده في السيارة”.

ويؤكد الناجي أن “الكمامة في جميع الحالات يمكنها أن تساعد ولا تضر، فهي تنقص من انتشار الرذاذ بنسبة ثمانين بالمائة وتسمح بمرور الأوكسجين”.

يذكر أن المنظمة العالمية للصحة سبق أن قدمت إرشادات جديدة حول استخدام أقنعة الوجه في المناطق التي يوجد بها انتشار واسع لمرض كوفيد-19، قائلة إن استخدام الأقنعة يجب أن يتم كجزء من إستراتيجية شاملة في التصدي للمرض. كما أن الإرشادات تنصح باستخدام أقمشة من ثلاث طبقات على الأقل تتكون من مواد نسيجية مختلفة.

ووجهت المنظمة، ضمن تحديث لطريقة استخدام الأقنعة، الدعوة إلى الحكومات لتشجيع العامة على ارتدائها، إذ يوجد انتشار مجتمعي ويصعب الحفاظ على التباعد البدني، في مثل المواصلات العامة والمحلات التجارية أو في بيئات أخرى محصورة أو مكتظة.

hespress.com