عبرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، عن قلقها من ارتفاع إصابات فيروس “كورونا” في المغرب بشكل غير مسبوق، وذلك بعد تسجيل 88203 حالات منذ بداية تفشي الوباء بالمملكة في الثاني من شهر مارس الماضي.

ودق مدير المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، التابع لمنظمة الصحة العالمية، في بيان بشأن عودة ظهور حالات الإصابة بفيروس “كوفيد 19” في الإقليم، ناقوس الخطر حول الوضع الحالي في إقليم شرق المتوسط الذي ينتمي إليه المغرب.

وأكد المدير الإقليمي أن “الوضع الحالي في إقليم شرق المتوسط مُقلقٌ بشدة، إذ يزداد عدد حالات الإصابة كل يوم”، مضيفا: “كما أن الزيادة الكبيرة لأعداد الحالات في بعض البلدان، مثل العراق، والمغرب، وتونس، والإمارات العربية المتحدة، تثير قلقاً بالغاً، وتُسلِّط الضوءَ على الحاجة المُلِحّة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامةً”.

واعتبرت “الصحة العالمية” أن هذا الارتفاع المفاجئ في أعداد الحالات “أمر متوقّع بسبب قيام البلدان بتخفيف القيود بعد أشهر من فرض الحظر الشامل، وما صاحب ذلك التخفيف من زيادة تنقل السكان؛ إلا أن الحكومات لا يسعها أن تواصِل الاستجابة على النحو الذي قامت به منذ بداية الجائحة”.

وأوضح المدير الإقليمي أنه “لم يعد يكفي أن تقتصر الاختبارات على الأشخاص الذين يتوجهون إلى المستشفيات والعيادات وتظهر عليهم بالفعل أعراض الإصابة”، مشيرا إلى أنه “كلما ارتفع عدد الأشخاص الذين يخضعون للاختبار ارتفع عدد الحالات التي تُكتشف وتُعزل بشكل ملائم، وكلما ارتفع عدد المخالطين الذين يجري تتبُّعهم زادت فعالية جهود احتواء العدو”.

ودعا المسؤول في منظمة الصحة العالمية الأفراد والمجتمعات إلى التحلي باليقظة دائماً، وزاد: “كما يتعين علينا إيجاد سُبُلٍ للتصدي لعودة ظهور حالات كوفيد-19، وللحد من انتشار العدوى، فمازال ملايين الناس في خطر. ولا بد من الالتزام الصارم بالتدابير الاجتماعية، مثل ارتداء الكمامات، والحفاظ على التباعد البدني، واتباع تدابير النظافة الشخصية الصحيحة. ومهما قُلْتُ لن أكون مُبالِغاً في التشديد على أهمية هذا الأمر”.

ونبه المدير الإقليمي إلى الوضع الوبائي المقلق وتأثيره على الخدمات الصحية التي باتت بحسبه “محدودة” بسبب انشغال مزيد من العاملين الصحيين والمرافق الصحية في التصدي لكوفيد-19، ما أدى إلى “انخفاض الأولوية الممنوحة للخدمات الصحية الأساسية، مثل التمنيع، وعلاج الأمراض المزمنة، والصحة الإنجابية، وخدمات صحة الأسنان، وغيرها الكثير”.

ووفق معطيات منظمة الصحة العالمية فإن منطقة شرق المتوسط التي ينتمي إليها المغرب كانت من أكثر أقاليم المنظمة التي شهدت اضطراباً في الخدمات الصحية الأساسية منذ بداية جائحة كوفيد-19، إذ وفق مسح أجرته المنظمة مؤخراً تبيَّن أن الخدمات الصحية الأساسية توقفت جزئياً أو كلياً في ما يقرب من نصف بلدان الإقليم.

وتشمل هذه الخدمات علاج ارتفاع ضغط الدم، والعناية العاجلة بالأسنان، وخدمات الرعاية المُلطِّفة، وخدمات الربو، وخدمات إعادة التأهيل، والتدبير العلاجي للسكري والسرطان. كما توقفت جزئياً أو كلياً خدمات الطوارئ الخاصة بالقلب والأوعية الدموية في أكثر من ربع جميع البلدان.

وناشد المدير الإقليمي بلدان المنطقة أن تبذل جهوداً حثيثةً لضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية الأساسية، مع الاستجابة في الوقت نفسه لجائحة كوفيد-19، منبها إلى أنه مع استمرار انتشار الجائحة من المرجح أن يشتد تأثيرها على الخدمات الصحية الأساسية.

يشار إلى أن البلدان الواقعة في إقليم شرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية هي الأردن، وأفغانستان، والإمارات العربية المتحدة، وباكستان، والبحرين، وتونس، وليبيا، وإيران، وسوريا، وجيبوتي، والسودان، والصومال، والعراق، وعمان، قطر، والكويت، ولبنان، ومصر، والمغرب، والسعودية ثم اليمن.

hespress.com