خطة تواصلية جديدة تقنع المغاربة بجدوى الالتزام بإجراءات “كورونا” صارت لزاما بالنسبة لحكومة سعد الدين العثماني؛ فمظاهر الحياة اليومية وارتفاع حصيلة المصابين يفرضان صيغا تواصلية لاستدراك انخفاض منسوب الانتباه لدى مغاربة كثر.

ومنذ انقضاء عطلة عيد الأضحى، سجل المغرب عدد إصابات قياسي لامس رقم الألفين يوميا، لكن ما يخيف العديد من التعليقات هو عدم اكتراث المغاربة بكل هذه التحولات، وعودتهم إلى ممارسة مختلف أنشطة الحياة الطبيعية.

ولم تعد الأرقام المتواترة عن وزارة الصحة، ولا الوصلات الاشهارية الدائمة على قنوات القطب العمومي، تثني طيفا كبيرا من المواطنين عن خرق قواعد التباعد الاجتماعي داخل الأسواق والمحلات والمقاهي، ما دفع بالسلطات إلى تسجيل تدخلات في نقاط عديدة.

وبعد ما يقرب من 6 أشهر من تدبير الجائحة، تقف الحكومة أمام محك تجديد تواصلها مع العامة، لإعادة ترتيب صفوف خطوط مواجهة تفشي الفيروس، خصوصا بعد قرار رفع الحجر الصحي وعودة مظاهر الحياة لتدب مجددا في أواصر المجتمع.

سعيد خمري، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق الحسن الثاني بالمحمدية، أورد أن معدل الإصابات يجد تفسيره في ارتفاع نسبة الكشوفات الطبية، فضلا عن بعض الاستهتار الذي يتعامل به المغاربة مع رفع الحجر الصحي واستمرار الوباء.

وأضاف خمري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن السلطات تشتغل بشكل كبير على تدبير الأزمة، لكن تحرك الفاعل الحكومي يظل محدودا جدا، خصوصا على مستوى الرئاسة ووزارة الصحة، مطالبا بمزيد من الجهد التواصلي لتدبير المرحلة.

وأوضح الأستاذ الجامعي أن الأرقام ليست وحدها المهمة تواصليا، بل يجب اعتماد استراتيجية متكاملة الأركان من أجل الوصول إلى المتتبع المغربي، مشددا على أهمية التحسيس والتعبئة في تدبير أي أزمة، وبالتالي من اللازم استحضار هذين العاملين.

ووصف خمري، ضمن تصريحه لهسبريس، التواصل الحكومي بالكمي، وبأنه لا يستحضر جميع جوانب العملية، لكن في المقابل، فالمسألة لا تعني الحكومة فقط بل المواطنين أيضا الذين طالبهم بالالتزام بكافة التعليمات الصادرة عن السلطات.

hespress.com