منذ أيام بدأت حالات الإصابة بكورونا تعرف ارتفاعا متزايدا، والأمر نفسه بالنسبة إلى الحالات الحرجة، وهو ما قد يؤدي إلى إشكالات كبرى إذا ما تم ملء أسِرّة المستشفيات وأقسام الإنعاش عن آخرها.

وفي هذا الإطار يقول الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن جميع أقسام الإنعاش إما مملوءة أو قد اقتربت من الامتلاء، مردفا: “إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه في الوقت الحالي فإن الطاقة الاستيعابية ستتجاوز في الأسابيع القليلة القادمة”.

وأكد حمضي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “هناك احتمالا واردا جدا في أن تتملئ أقسام الإنعاش عن آخرها إذا لم يتم تغيير الوضع الوبائي، هذا دون الحديث عن احتمال وقوع موجة ثانية أو تفاقم الوضع أكثر مما هو عليه الآن”، مؤكدا أن الحل هو مراجعة تعاملنا كمواطنين ومنظومة، واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة وتغيير السلوك.

ويتابع المتحدث ذاته: “أقسام الإنعاش اليوم اقتربت من الملء وليس الأمر كما كان عليه خلال شهر مارس وأبريل..اليوم مرضى كوفيد يملؤون هذه الأقسام، وبالتالي يأخذون أماكن غيرهم من المرضى.. وحتى إن لم تكن الوفيات بسبب كوفيد يمكن أن تكون بسبب عدم إيجاد سرير في الإنعاش”.

ويبرز المتحدث أنه “ليس الحل في إحداث أقسام الإنعاش، لأنه لا يمكن تكوين مختصين في الإنعاش أو إحداث أقسام جديدة في ظرف وجيز، بل الحل يكمن في الإجراءات الاحترازية وتغيير السلوك، إذا أردنا التنفيس عن المنظومة الصحية وإذا لم نرد أن تنهار”.

وسبق أن استورد المغرب معدات ومستلزمات طبية قادمة من الصين لمواجهة فيروس “كورونا” المستجد، بينما أجهزة التنفس الاصطناعي باتت “عملة نادرة” اليوم عبر مختلف بلدان العالم، وتُستخدم في أقسام الإنعاش لفائدة المصابين بمرضى وباء “كورونا”.

وسارعت كبريات الشركات العالمية إلى إنتاج أجهزة التنفس الاصطناعي في ظل الانتشار الواسع لمرض “كوفيد-19″، الذي يتسبب في ضيق التنفس. وأعلنت العديد من الدول احتياجها إلى هذا النوع من الأجهزة التي قد تحدد فرص الحياة والموت لآلاف الأشخاص.

hespress.com