على إيقاع وصلات من الطرب الأندلسي وبأكواب الشاي المغربي وأطباق الحلويات والتمر والحليب، استقبلت سلطات عمالة المضيق الفنيدق، ليل الثلاثاء، الفوج الأول من المغاربة العائدين من تركيا ضمن ثلاث رحلات خصصتها السلطات المغربية لإجلاء المواطنين العالقين بالخارج عقب وقف حركة النقل الجوي وإغلاق الحدود في إطار تدابير أملتها حالة الطوارئ الصحية لمواجهة جائحة كورونا.

معالم الانشراح بادية من بعيد على محيا العائدين المغاربة، بعدما حطت ثلاث طائرات بمطار مدينة تطوان ليلة الثلاثاء-الأربعاء، قادمة من الديار التركية وعلى متنها 305 مواطنين، بينهم مرضى وسياح خصصت لهم سلطات عمالة المضيق الفنيدق منتجعين سياحيين، حيث سيقضون فترة الحجر الصحي تحت عناية ومراقبة طبية قبل التحاقهم بذويهم ومنازلهم.

ترتيبات محكمة لم تغفل كبيرة ولا صغيرة واكبت ليلة استقبال المغاربة العائدين، شملت كمامات واقية ومواد مطهرة وضعت رهن إشارة العائدين، وذلك وسط تعزيزات أمنية مشددة رافقت عملية توجيه المواطنين المغاربة على متن حافلات انطلاقا من مطار الحمامة البيضاء إلى إقامات سياحية بمدينة المضيق.

مجهودات جبارة بذلتها الأطر الصحية التابعة لمندوبية الصحة بعمالة المضيق الفنيدق إلى غاية الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، من أجل أخذ عينات للعائدين لإخضاعها للتحاليل المخبرية للتأكد من خلو أجسامهم من الفيروس التاجي، وتمكين الجميع من فحص أولي عن طريق الكشف السريع للدم (teste rapide).

عبد الحميد المصمودي، رئيس مصلحة شبكة العلاجات المتنقلة بمندوبية الصحة بالمضيق، قال لهسبريس إن مندوبية الصحة بعمالة المضيق الفنيدق جندت طاقما صحيا يضم 6 أطباء و14 ممرضا للإشراف على عملية استقبال المغاربة العائدين، الذين هم بالدرجة الأولى ممن غادروا المملكة بتأشيرة قصيرة الأمد لأغراض عائلية أو إدارية أو سياحية أو علاجية.

وأضاف الدكتور المصمودي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مهام الأطر الصحية المجندة لهذه العملية لا تقتصر على أخذ العينات قصد التحليل فقط، بل سهر طاقم طبي وآخر تمريضي على تقديم الرعاية الصحية للعائدين، وفق النظام الحراسة، وتوفير المتابعة اليومية للحالات التي تعاني من أمراض مزمنة كالضغط الدموي أو السكري وغيرهما.

ونوه عدد من المغاربة العائدين الذين التقت بهم هسبريس بالمجهودات التي تبذلها السلطات المغربية، سواء من خلال مصالح القنصلية في اسطنبول أو عند الوصول إلى أرض الوطن، واصفين رحلتهم بأنها مرت في ظروف “مريحة وجيدة”، ولاقت استحسانا كبيرا.

ورفعت السلطات المغربية من وتيرة إجلاء المغاربة العالقين بالخارج بسبب جائحة فيروس “كورونا” المستجد؛ إذ علمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن الرباط خصصت 15 رحلة جوية لإجلاء مئات العالقين بتركيا.

ويرتقب أن يتم إجلاء الفوج الثاني من المغاربة العالقين بتركيا، وفق مصادر هسبريس، يوم الجمعة المقبل، ثم فوج آخر يوم الأحد، تليهما رحلات أخرى متتالية.

ويبدو أن عدد العالقين في تركيا، الذي يقدر بحوالي 5 آلاف، دفع المصالح المغربية إلى رفع عدد رحلات الإجلاء ببرمجة 15 رحلة.

hespress.com