ما يزال الموسم الدراسي الحالي غير منطلق بالنسبة للعديد من المناطق القروية؛ فأمام استمرار إغلاق الداخليات المدرسية، يقطع التلاميذ مسافات طويلة من أجل الوصول إلى المدارس، ما يجعل غالبيتهم يفضلون المكوث بالمنازل إلى حين.

وأمام غياب تجربة “المدارس الجماعاتية” بعدد من مناطق المغرب، لا يتوفر كثيرون على وسيلة نقل ولا مؤسسة داخلية للإيواء، وإذا ما وجدت فتكون الظروف الصحية غائبة بسبب كثرة الاقبال، ما يجعل فرصة تفشي الفيروس حاضرة بقوة.

واشتكى العديد من الآباء في حديثهم لجريدة هسبريس استمرار إغلاق الداخليات إسوة بالأحياء الجامعية، ما جعل الأبناء في حيرة بين التمدرس أو تدبر وسائل نقل تذهب بهم يوميا، صباحا ومساء، إلى المؤسسات التي تبعد أحيانا بعشرات الكيلومترات عن محلات سكناهم.

وسيكون التلاميذ المعنيون بالامتحانات الجهوية أمام المشكل ذاته، وهو ما سيضع إدارة المؤسسات والأسر أمام تحدي تدبير محطة مهمة تمثل ثلث نقطة الباكالوريا النهائية.

وقال عبد الله الغلبزوري، إطار تربوي فاعل نقابي، إن “التلاميذ المنحدرين من الجبال يعانون في صمت؛ إذ ما يزال العشرات منهم لم يلتحقوا بالمؤسسات التعليمية بسبب غياب النقل المدرسي عن كثير من القرى وإغلاق الداخليات، ولا أحد يكترث”.

وأضاف الغلبزوري، في تصريح لهسبريس، أن “التلميذ الفقير يشعر بالحكرة؛ فبينما زملاؤه استفادوا من حصص التثبيت والمراجعة طوال شهر شتنبر لاجتياز الامتحان، ظل هو قابعا بين الجبال متروكا يجابه دفاتره وحيدا”.

وحتى من توفر لديهم النقل المدرسي، فإن ظروفهم ليست بأفضل حالا، يواصل المتحدث، موضحا أنهم “يأتون مكدسين مثل النعاج في غياب تام لأدنى الإجراءات الاحترازية بسبب قلة حافلات النقل المدرسي، كما أن أغلبهم يمشي مسافة طويلة ليصل إلى الطريق التي تمر منها وسيلة النقل المدرسي”.

وتابع الأستاذ الممارس في منطقة جبلية بأن “الذهاب إلى المدرسة عندهم سفر فعلي؛ إذ يغادرون منازلهم عند بزوغ الشمس ولا يعودون إلا عند مغيبها، لأن النقل المدرسي متوفر في الصباح والمساء حصرا، ويصلون إلى القسم وهم منهكون”.

وتمنى الغلبزوري أن تتوقف معاناة التلاميذ بفتح الداخليات أو إيقاف الدراسة تماما، معتبرا أنه “لا معنى أن يتم الحديث عن مدرسة تكافؤ الفرص في الوقت الذي يدرس فيه تلاميذ ويقصى آخرون بسبب وضعهم المادي وبعدهم عن المناطق الحضرية”.

hespress.com