يشعر مستعملو الكمامات الواقية من فيروس كورونا بأعراض جانبية تتفاوت حدتها من شخص إلى آخر، مثل صداع الرأس، وحساسية الأنف والحنجرة وبشرة الوجه، والعطس، والاختناق، وغيرها من الآثار الجانبية، دون معرفة السبب الحقيقي الذي يجعل الكمامة متسببة في هذه الأعراض الصحية.

يعزو أحمد سبب صداع الرأس الذي يشعر به بعض مستعملي الكمامة إلى انخفاض نسبة الأوكسجين وإعادة استنشاق ثاني أوكسيد الكربون، فيما يشكك آخرون في أن السبب راجع إلى المواد الأولية المستعملة في صنع الكمامات.

حين جرى الشروع في تصنيع الكمامات بالمغرب من طرف وحدات صناعة النسيج، بعد انتشار فيروس كورونا، فرضت الحكومة على المصنّعين معايير معيّنة، يتم التأكد من توفرها في الكمامات المصنَّعة عبر إخضاع مكوناتها لتحاليل مخبرية؛ ورغم ذلك فإن الشكوك مازالت تحومُ حول المواد الأولية التي تُصنع منها الكمامات، والتي لا توجد أي إشارة إليها على عُلبها، بالنسبة للكمامات ذات السعر المنخفض، سواء الكمامات القابلة للتنظيف أو ذات الاستعمال الواحد.

هسبريس فحصت علب بعض أنواع الكمامات في أحد الأسواق التجارية الكبرى، حيث تبين أن الصناع يكتفون بطمأنة المستهلك بكون المنتج جيدا، وذلك بالإشارة إلى أن الكمامات توافق المعايير التقنية المغربية، مع تقديم رقم شهادة المطابقة وطريقة استعمال الكمامة، دون الإشارة إلى المواد التي صُنعت منها.

هذه الطمأنة لم تبدد شكوك المستعملين في كون بعض أنواع الكمامات تُصنع من مواد غير صحية. “غالبا يتم صنعها من المادة نفسها التي تُصنع منها الأكياس التي عوضت الأكياس البلاستيكية”، يقول محمد. وبوثوقية تؤكد ليلى بدورها هذا الاعتقاد بقولها: “كيصنعوهم من قماش الساشيات اللي دارو بديل للبلاستيك”.

في المقابل أكد أنس منديب، رئيس جمعية خريجي المدرسة العليا لصناعات النسيج، أن الكمامات المصنعة للوقاية من فيروس كورونا، المرخصة من طرف السلطات المختصة، لا يتم الترخيص بتصنيعها إلا إذا كانت مستجيبة لمجموعة من المعايير، وفي مقدمتها أن يكون القماش المستعمل يسمح بتمرير الهواء.

وأوضح المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن الكمامة المصنوعة من القماش الذي لا يمرر الهواء بما يمكّن من تجدّده يمكن أن تؤدّي إلى فقدان الوعي، بسبب غياب الأوكسجين وإعادة استنشاق ثاني أكسيد الكربون الذي تلفظه الرئتان.

وجوابا عن سؤال حول تسبّب الكمامات في الحساسية لدى بعض مستعمليها، قال منديب: “تتم معالجة المواد الأولية التي تصنع منها الكمامات في المختبر، لكن لا يمكن أن تصنع منتجا مناسبا للجميع”، موضحا أن الأشخاص الذين يعانون من الحساسية ينبغي أن ينتقوا نوع الكمامات المناسبة لهم.

وأردف المتحدث بأن الكمامات المصنوعة من الثوب بالقطن تكون أفضل من المصنوعة من “البوليستير”، لافتا إلى أن ارتداء الكمامة لساعات طويلة ليس سهلا، وقد يترتب عنه ظهور أعراض لدى بعض الأشخاص، “لذلك ينبغي أن يبحث كل شخص عن المنتوج المناسب له”.

hespress.com