طبع التشنج علاقة عدد من المواطنين بالسلطة في مدن متفرقة خلال الأيام الأولى لحظر التنقل الليلي في رمضان؛ فقد أبدى مغاربة رفضهم للقرار بأشكال احتجاجية شابها العنف أحيانا.
وشهدت مدن عديدة موجة احتجاجات تنديدا بإغلاق المساجد خلال فترة سريان حظر التنقل، اتخذ بعضها أشكالا عنيفة استخدمت فيها الدراجات النارية لتجاوز السدود الأمنية، وحرق إطارات مطاطية في الشوارع.
وترتبك العلاقة مع السلطات العمومية كلما أعلنت عن قرار الإغلاق لتطويق تفشي كورونا، وتتخذ عادة أشكالا سلمية وتقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها تشهد تجاوزات حينما يتعلق الأمر بالتظاهر في الشارع.
وشنت السلطة حملات انتهت كلها بتوقيفات في صفوف مصلين في الشارع العام، وشملت آخرين خرقوا تدابير حالة الطوارئ الصحية لأسباب تتفرق بين سلوكات فردية معزولة وأخرى جماعية متهورة.
سعيد جعفر، رئيس مركز التحولات المجتمعية والقيم في المغرب وحوض المتوسط، قال إن “ردود الفعل المعاينة طبيعية وعادية، بالنظر إلى اعتياد الناس على التمتع بحرية التنقل والتعبير، ومن العادي رفض التقييد ولو باسم القانون”.
وأضاف جعفر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الملاحظ خلال فترة الإغلاق الحالية، أنه لم تصاحبها مواكبة كبيرة وتعبئة جماعية”، ومرد ذلك، وفق السوسيولوجي المغربي، إلى “وجود حالة إرهاق عام لدى الجميع”.
وأشار المتحدث إلى أن “المعاينات اليومية تبرز وجود حالات من الفر والكر تتكرر دائما، وهذا متعب جدا لرجال إنفاذ القانون، خصوصا وأنهم يواجهون أفرادا مراهقين في سن الحيوية والحركية”.
وأوضح جعفر أن “الأحياء الشعبية ودور السكنى الضيقة، تلعب دورا كبيرا في خروج المواطنين من أجل التجول ليلا، فضلا عن الارتباك الذي خلفته صلاة التراويح، وإنتاجها إلى جانب السجال الميداني نقاشا فكريا”.
وحسب الأستاذ الجامعي ذاته فإن “صلاة التراويح تتراوح الآن بين تيارين، واحد يرى أنها بدعة حسنة وآخر ينظر إليها باعتبارها فريضة عقدية، وهذا السجال الراهن خلق ارتباكا على مستوى الفضاء العام كذلك”.
ورفض جعفر طرح الضبط الكلي للحركة، معتبرا أن “القياس الميكانيكي الرياضياتي لا يمكن أن يحصل، باعتبار المخاطب نفسا بشرية لها اختياراتها، ومن المعقول أن تكون الاستجابة في حدود الممكن، مع أهمية تدبير الدولة للمرحلة بشكل مرن”.