انخفاض ملموس في المؤشرات الوبائية بعد تشديد إجراءات المراقبة خلال شهر رمضان يعكسه العدد المنخفض من الوفيات المسجلة في الأيام الأخيرة، وهو ما يساهم في تخفيف الضغط على المستشفيات الحكومية.
وتعرف المملكة بوادر انفراج صحي رغم تفشي المتحورات الفيروسية في عدد من المناطق، إذ أصبحت مجموعة من الجهات شبه خالية من فيروس “كورونا” المستجد، فيما تراجعت أعداد الحالات الحرجة والصعبة، الأمر الذي جعل بعض الفعاليات الطبية تتوقع تخفيف الإجراءات الاحترازية في قادم الأسابيع.
وتُظهر النشرة الوبائية اليومية، منذ بداية الأسبوع الجاري، تراجعا مهما في الوفيات التي أصبحت تعد على رؤوس الأصابع، فضلا عن انخفاض عدد الحالات الحرجة التي تلج أقسام العناية المركزة بالمستشفيات، بينما لا يتم تسجيل أي حالة إصابة ببعض الجهات في اليوم الواحد.
وفي هذا الصد، قال جمال الدين البوزيدي، الطبيب المختصّ في الأمراض التنفسية والصدرية، إن “انخفاض المؤشرات الوبائية لا يشمل المغرب فقط، وإنما يمكن ملاحظته في أغلب البلدان الغربية، باستثناء البؤرة الهندية والدول المجاورة لها”.
وأضاف البوزيدي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الاستقرار الحالي في الوضعية الوبائية مرده إلى إجراءات التشديد المعتمدة في شهر رمضان”، ثم زاد: “قرار الإغلاق الليلي أعطى ثماره حاليا، بعد التزام أغلبية الشعب المغربي بالمعايير الصارمة من حيث التباعد الجسدي وارتداء الكمامة الواقية”.
وأوضح الخبير عينه أن “قرار الإغلاق الليلي كان صائبا رغم تداعياته الاجتماعية، بحكم الزيارات العائلية التي تطبع هذا الشهر الفضيل خلال موائد الإفطار، غير أن المهم هو النتيجة التي نشهدها على مستوى التطورات الوبائية في الأيام الأخيرة”.
وشدد المتحدث ذاته على أن “تقييد الحركة الدولية ساهم كذلك في الانفراج القائم، بالموازاة مع التقدم الملموس في عملية التطعيم الجماعي”، ليخلص إلى أن “الاستمرار في الالتزام بالإجراءات الموصى بها من طرف وزارة الصحة سيؤدي إلى رفع التشديد خلال الصيف المقبل”.
جدير بالذكر أن الإجراءات الاحترازية المتخذة في شهر رمضان مستمرة خلال أيام عيد الفطر، وهو ما أعلنه رئيس الحكومة، سواء تعلق الأمر بحظر التجول الليلي من الثامنة مساء إلى السادسة صباحا، أو بتشديد التنقل بين المدن وفق ما كان عليه الأمر سابقا.