تزامنا مع تخليد اليوم العالمي للمرأة، أعلنت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) عن الاحتفال بعام 2021 عاما للمرأة تحت شعار “المرأة والمستقبل”، وهي مبادرة تتم أنشطتها وبرامحها تحت رعاية الملك محمد السادس.

وقال سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، إن المنظمة حريصة على أن تعطي المرأة حقها، وقامت بتمكين المرأة لتكون قيادية، كما تطمح إلى صنع قيادات شبابية نسائية في الدول الأعضاء.

وأكد المالك أن اختيار عام 2021 عاما للمرأة لم يكن مجرد اختيار عابر، بل حاء تجسيدا وتعزيزا للدور الريادي الذي قامت به المرأة خلال عام 2020 وقبله، حيث لعبت المرأة أدوارا محورية خلال فترة جائحة كورونا، مبرزا أن الإيسيسكو تريد أن تعيد المكتسبات السابقة التي حققتها المرأة منذ مؤتمر بكين.

وأردف أن منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة تريد أن تقوم بدور كبير في تمكين النساء، لافتا إلى أن المنظمة ستنفذ خلال العام الجاري جملة من المبادرات والبرامج والأنشطة، منها إنشاء منصة دولية متخصصة تضم أبرز الرموز النسائية المؤثرة في العالم الإسلامي وفي العالم أجمع.

وستطلق الإيسيسكو كذلك مبادرة لرعاية الإبداع والابتكار في العلوم والتكنولوجيا للفتيات والشباب، بالتعاون مع الدول الأعضاء والمؤسسات المانحة، وكذلك برنامج تدريب لإعداد أكثر من ألف فتاة من القيادات النسائية الشابة، ودعم الدول لرفع المؤشرات الدولية الخاصة بالمرأة بما يتوافق مع سياسات الدول المعنية.

من جهتها، قالت انتصار السيسي، السيدة الأولى في مصر، في كلمة بالمناسبة، إن الاحتفال يجسد تتويجا لمساهمة المرأة على مدار عقود في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وغيرها من المجالات الحيوية، ومشاركتها في بناء الحضارة الإسلامية.

وأضافت أن المرأة في المجتمعات الإسلامية ساهمت في تحقيق تقدم ملحوظ نحو تحقيق مزيد من المساواة بين الجنسين، لكنها ما زالت تواجه كثيرا من التحديات التي تحول دون تمتيعها بكافة حقوقها الأساسية، كما أشارت إلى استمرار معاناة الكثير من النساء من الإقصاء والتهميش والعنف في كثير من بلدان العالم.

مريم بنت الداه، السيدة الأولى في موريتانيا، قالت بدورها إن النهوض بحقوق المرأة وتحسين وضعيتها ينبغي أن ينطلق من تمكينها من الحق في التعليم، باعتباره الرافعة الأساسية للتنمية الاقتصادية والازدهار الاجتماعي.

وأردفت السيدة الأولى في موريتانيا أن التماسك الأسري والاستقرار الاجتماعي مرتبطان بالتعليم، مشيرة في هذا السياق إلى وجود حوالي ثلاث مئة مليون طفلة وطفل ومراهقة ومراهق خارج المدرسة، أكثر من نصفهم إناث، كما أن أكثر من نصف عدد الأشخاص الأميين، المقدر عددهم بسبعين مليونا، أيضا إناث.

وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات التي ما زالت تواجه المرأة، فإن جائحة فيروس كورونا واكبتْها مؤشرات إيجابية، حيث لعبت المرأة دورا حيويا في مواجهة انعكاسات الجائحة على المستوى الصحي والاجتماعي والنفسي، بحسب مريم بنت الداه.

ونوّهت مديحة بنت أحمد الشيبانية، وزيرة التربية والتعليم بسلطة عمان، في كلمة ألقتها بتكليف من السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، بتخصيص الإيسيسكو عام 2021 عاما للمرأة، معتبرة أن هذه المبادرة تأتي تقديرا وتعزيزا واعترافا بما تقدمه المرأة من عطاءات متواصلة في شتى المجالات.

وأشارت إلى أن الأدوار المحورية التي تلعبها المرأة تؤكد المكانة السامية التي تحتلها في المجتمع، مبرزة أنها تشارك إلى جانب الرجل في البناء الحضاري والتنمية البشرية، وتساهم في مجال البحث العلمي والتنمية والابتكار.

وأكدت المسؤولة العمانية أنه رغم التحديات التي تواجهها المرأة، فإن هناك تقدما في تعزيز حقوقها، الأمر الذي ساهم في نشر السلام والتضامن في العالم، إضافة إلى سن التشريعات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين وتعزيز دورهن في التخطيط ورسم السياسيات.

hespress.com