تتواصل استعدادات الأطفال المغاربة للاحتفال بليلة “الشعالة”، التي تقترن في المخيال الشعبي بإحراق العجلات المطاطية ليلة مناسبة عاشوراء، رغم التداعيات الصحية المترتبة عن تفشي جائحة “كورونا” في المملكة.

وتعيش الأسر أيامًا عصيبة في مجموعة من المدن الكبرى المعروفة بانتشار المفرقعات النارية وسط الأحياء الشعبية خلال السنوات الماضية، حيث يتحدى الأطفال والشباب التطورات الصحية الراهنة من أجل تخليد الطقوس الاحتفالية السنوية.

وأقدم هؤلاء الشبان على تخزين مئات العجلات المطاطية أياما قليلة قبل حلول ليلة عاشوراء في مدن عدة، مثل الدار البيضاء، تحديدا حي مولاي رشيد؛ الأمر الذي أثار استياء الأسر القاطنة في المناطق السكنية التي تشهد هذه الاحتفالات.

تبعا لذلك، استنفرت وزارة الداخلية أعوانها المحليين من أجل منع جميع احتفالات وطقوس عاشوراء في بعض المدن، وذلك في إطار التدابير الاحترازية الرامية إلى الحد من تفشي فيروس “كورونا” المستجد.

وقد تمكنت السلطات المحلية في مدينة الرباط من حجز أزيد من 2000 عجلة مطاطية مستعملة في منطقة يعقوب المنصور، كانت مخزّنة من قبل الأطفال الصغار قصد استعمالها في احتفالات ليلة “الشعالة”، وفق “تدوينة” للفاعل الجمعوي عبد العالي الرامي.

وشنّت السلطات الإدارية المحلية في مدن عدة، خلال الأيام الأخيرة، حملات واسعة تروم حجز العجلات المطاطية المستعملة، بعدما تزايدت شكايات الأسر التي تقطن في الأحياء الشعبية بخصوص خطورة الظاهرة على الأمن العام.

وتحل عاشوراء هذه السنة في ظروف صحية استثنائية، نتيجة القفزة الوبائية التي تعرفها بعض الحواضر الكبرى للمملكة؛ الأمر الذي أجبر السلطات المحلية على إلغاء هذه الطقوس التي من شأنها نشر الوباء في الأحياء السكنية.

وفي سياق متصل، سبق أن دعت فعاليات مدنية، عبر الشبكات الاجتماعية، إلى أجرأة بنود القانون رقم 22.16 المتعلق بتنظيم المواد المتفجرة ذات الاستعمال المدني، والشهب الاصطناعية الترفيهية، والمعدات التي تحتوي على مواد نارية بيروتقنية.

وعجت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الأخيرة، بنداءات عشرات الأسر تشكو “الفوضى” السائدة في بعض الأحياء الشعبية، رغم سريان حالة الطوارئ الصحية، مطالبة السلطات المحلية بالتعامل بكل حزم مع المفرقعات النارية.

hespress.com