الجمعة 21 غشت 2020 – 06:00
حالة من الارتباك الكبير تعيش على وقعه الأسر التي يتمدرس أبناؤها في القطاع الخاص، وذلك على بعد أسبوعين من تاريخ الدخول المدرسي للموسم المقبل، الذي أعلنت عنه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي-قطاع التربية الوطنية ضمن المقرر الوزاري الخاص بتنظيم موسم 2020–2021، بداية شهر شتنبر المقبل.
وتعرف تجمعات آباء وأولياء التلاميذ نقاشات واسعة حول مصير السنة الدراسية المقبلة، خصوصا في ظل غياب سيناريو موحد للدخول المدرسي، وكذلك الإشكالات التي يطرحها عدم توصل مؤسسات القطاع الخاص والأولياء والآباء إلى حل بخصوص واجبات الأشهر الثلاثة التي درس خلالها التلاميذ في منازلهم بسبب مضاعفات الحجر الصحي الذي ألغى التعليم الحضوري.
وفي مقابل إصرار عدد من المؤسسات الخاصة على أداء الأسر لواجبات الأشهر الثلاثة أبريل وماي ويونيو كاملة، وربطتها بتسليم نتائج الدورة الثانية وكذلك وثائق المغادرة بالنسبة للراغبين في ذلك، وجد الآلاف من الأسر أنفسهم في حالة من الحيرة حول مستقبل دخول مدرسي غير واضح المعالم.
التجمعات التي يعقدها أولياء وآباء التلاميذ تعرف رفع شعارات من قبيل “أرفض رفضا مطلقا التحاق أبنائي بالمدرسة دون ضمانات من طرف الحكومة في ظل تخبط في القرارات”، في حين أعلن عدد من الآباء رفضهم بشكل مطلق للتعليم عن بعد، مطالبين بضمان التعليم الحضوري أو تأجيله إلى ما بعد الجائحة.
وبررت العديد من الأصوات داخل تجمعات الأولياء والآباء قرارات رفض التعليم عن بعد بالمجهود الكبير الذي يبذله الآباء في مواكبة أبنائهم، والذي سيصبح صعبا بالنظر لالتحاق غالبيتهم بأعمالهم، وهو ما يطرح مشكل المتابعة اليومية للتلاميذ.
وفي الوقت الذي رفض فيه اتحاد آباء وأولياء التلاميذ بمؤسسات التعليم الخاص بشكل قاطع ما تناقله أولياء التلاميذ من وجود وثيقة غير قانونية عممت في عدد من المدارس تحمل اسم الوزارة وشعارها، وتتضمن عددا من الشروط المستفزة وغير القانونية، طالب عدد من الآباء “بتحرير عقد استباقي يتضمن الشروط والمقابل المادي في حال التعليم عن بعد مصادق عليه من طرف الوزارة والمؤسسات الخاصة”.
واعتبر الاتحاد إقدام عدد من المدارس الخصوصية على وضع نماذج عقود تفرض على آباء وأمهات التلاميذ التوقيع عليها، مناورة منها تدبر من خلالها معارك فارغة تصارع طواحين الهواء، معلنا رفضه “تحصين هامش ربحهم الوفير ومضاعفته من أجل دفع فاتورة أزمة كورونا من طرف الآباء والأمهات عبر عقود إذعان تحدد آجالا للأداء الشهري وتعرض أطفال بعض الأسر التي لم تسطع الوفاء بالآجال إلى توقيفهم عن متابعة دراستهم”.
وكانت الوزارة الوصية قد أعلنت أن انطلاق الموسم الدراسي سيكون يوم الثلاثاء 01 شتنبر 2020، حيث سيلتحق في اليوم نفسه أطر وموظفو الإدارة التربوية، وهيئات التفتيش، والأطر المكلفة بتسيير المصالح المادية والمالية، وهيئة التوجيه والتخطيط التربوي، وهيئة التدبير التربوي والإداري، والأطر الإدارية المشتركة؛ فيما سيلتحق أطر هيئة التدريس بجميع درجاتهم بعملهم يوم الأربعاء 02 شتنبر 2020.
وتخصص الفترة الممتدة من 01 إلى 05 شتنبر 2020، وفق الوثيقة ذاتها، “لتوفير شروط ضمان انطلاق الدراسة بالمؤسسات التعليمية، وكذا لإتمام مختلف العمليات التقنية المرتبطة بالدخول المدرسي بإشراف من الإدارة التربوية وبمشاركة هيئة التدريس؛ على أن تنطلق الدراسة بشكل فعلي يوم الإثنين 07 شتنبر 2020 بالنسبة لأطفال التعليم الأولي وللسلك الابتدائي والسلك الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي، وبأقسام تحضير شهادة التقني العالي، ويوم الإثنين 05 أكتوبر 2020 بالنسبة لأقسام التربية غير النظامية”.
وأضاف البلاغ أنه تقرر تخصيص الحصص الدراسية الأولى، خلال الفترة الممتدة ما بين 7 شتنبر و3 أكتوبر 2020، لتشخيص المكتسبات الدراسية قبل البدء في تقديم دروس أنشطة المراجعة والتثبيت، في حين سيتم الشروع في تفعيل البرنامج الدراسي ابتداء من الإثنين 05 أكتوبر 2020، بانطلاق الحصص الدراسية، مع الاستمرار في تقويم المستلزمات ومعالجة التعثرات؛ وذلك مع برمجة حصص الدعم التربوي لفائدة المتعلمين الذين كشفت عملية التقويم التشخيصي أنهم في حاجة إلى إعادة بناء تعلمات المستويات الأدنى بهدف تمكينهم من بناء التعلمات الجديدة المرتبطة بالمستويات الأعلى.