مع تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا في المغرب، والذي تفاقم بشكل غير مسبوق منذ انتشار الجائحة، يكابد الأشخاص المشكوك في إصابتهم معاناة مريرة جرّاء تأخر مواعيد الفحوصات في المستشفيات العمومية.

وأدى الوضع الجديد، الذي أفرزه التزايد غير المسبوق لعدد المصابين بفيروس كورونا وتزاحمهم أمام المستشفيات انتظارا لإجراء التحليلات الطبية، إلى مخاوفَ من توسّع رقعة انتشار عدوى الفيروس، خاصة أنهم يخالطون عشرات المواطنين.

عثمان (اسم مستعار) واحد من المواطنين الذين كابدوا معاناة مريرة في سبيل الخضوع للفحص الطبي للتأكد من عدم حمْله لفيروس كورونا، إذ كلّفه ذلك يومين قبل العيد، عاش خلالهما وسط دوامة من القلق من أن يكون مصابا بالفيروس.

يحكي عثمان، في اتصال بهسبريس، أنه قصد مستشفى الغساني بمدينة فاس يوم الثلاثاء الماضي، وتمّ تسجيل اسمه ضمن لائحة الأشخاص الذين سيخضعون للفحص الطبي؛ لكنه اضطر إلى العودة إلى بيته دون الخضوع له، إذ لمْ يصلْ دورُه، بعد انتظار طويل.

“ذهبت منذ الساعة الثامنة صباحا يوم الثلاثاء وانتظرت إلى الساعة الثانية زوالا، ليطلبوا منا أن نعود في اليوم الموالي”، يقول عثمان، مضيفا: “يوم الأربعاء استعطفت أحد الأطباء بعدما زادت شكوكي في إصابتي بالفيروس، ولحسن الحظ أجريت التحليل وكانت النتيجة سلبية”.

وفيما لا يزال عدّاد كورونا في المغرب يواصل تسجيل إصابات بالمئات، وسط مخاوف من ارتفاع أعداد المصابين بسبب الاختلاط المكثف بين المواطنين خلال عيد الأضحى، اعتبر عادل الحداد، رئيس مؤسسة طنجة الكبرى للشباب والديمقراطية، أن على السلطات الصحية أن تسرّع وتيرة إجراء الفحوصات.

وقال، متحدثا عن الوضع في مستشفى محمد السادس بطنجة: “ممرات المستشفى غاصة، لأن بنيته الصحية ضعيفة ولا تواكب أعداد المصابين”، مضيفا: “إذا لمْ يُجرَ الفحص للمريض وعاد إلى بيته فإنه سينقل العدوى إلى أهله، وإلى الأشخاص الذين يخالطهم”.

“الله يحضّر السلامة وصافي”، يقول عثمان، متحدثا عن تجربته في إجراء الفحص بمستشفى الغساني، مضيفا: “نهار الأربعاء كانت الدنيا مطرطقة بالناس، وباش تسمع سميّتك لا عيطولك تدوز خصك تكون قريب، هادشي خلا الناس يتزاحمو وكاين اللي ما داير تا كمامة”.

hespress.com