لم تصمُد كل الإجراءات التي ألزمتِ السلطات العمومية، أو وزارة النقل، أرباب حافلات نقل المسافرين بتطبيقها، لمنع انتشار فيروس كورونا بين الركاب، إذ امتلأت الحافلات وانتفى داخلها إجراء التباعد الجسدي النسبي.

وكانت وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء حددت نسبةَ ملء الحافلات في خمسة وسبعين في المائة من طاقتها الاستيعابية، من أجل ترك مسافة للأمان بين الركاب، لكن هذه النسبة لم تُحترم، إذ امتلأت حافلاتٌ عن آخرها.

في المحطة الطرقية لحافلات نقل المسافرين بمدينة إنزكان، التي خفّ اكتظاظها هذه السنة مقارنة مع السنوات الفارطة، بسبب قرار منع التنقل من وإلى ثمانية مدن، عاينت هسبريس حافلات كان مليئة بالركاب بنسبة مائة في المائة.

على يسار باب المحطة المخصص لدخول المسافرين كان شاب يردّد، عبر مكبرات صوت كبيرة، عبارات تحث المتواجدين بالفضاء على احترام إجراءات السلامة الصحية، “ليمرّ هذا العيد على ما يرام”، لكنّ هذه الإرشادات تمر على كثير من الآذان كأنها لم تسمعْها.

على مبْعدة حوالي ثلاثة أمتار من عتبة باب دخول المسافرين، يوجد إطار به فُرُش مخصص لتعقيم الرجلين، كالذي يوضَع في أبواب المؤسسات والمطاعم والمقاهي…لكنّه بدون فعالية، إذ جفّ الفرش المعقّم تماما وكساه الغبار بعد أن أزاحتْه أرجل العابرين ونحّته أسفل طاولة وضعتها عناصر الشرطة والقوات المساعدة في المدخل.

وداخل الحافلات بَدا كثير من الركاب وكأنهم غيرْ معنيين بإجراءات السلامة التي فرضتها السلطات العمومية، إذ تخلى عدد منهم عن الكمامة نهائيا؛ فيما جعلها البعض تحت ذقنه، بينما التزم بعضهم بوضعها.

البلاغ الصادر عن الحكومة يوم 19 يوليوز الجاري، الذي تضمّن السماح باستخدام 75 في المائة من الطاقة الاستيعابية للنقل العمومي بين المدن وداخلها، أشار إلى أن هذا الرفع يتم “وفق شروط محددة”. لكن في محطة الحافلات بإنزكان لم تكن هناك شروط، يضع الناس أمتعتهم في جوف الحافلة ويصعدون، لتظهر المركبة مليئة من المقعد الأول إلى الأخير.

اللافت للانتباه أنه حتى إجراء منع التنقل إلى بعض المدن لم يُحترم. “ما كاين لا منع لا والو، أنا دبا غادي لمراكش واخا كاين الغلا”، يقول مسافر داخل سيارة أجرة انطلقت من أكادير نحو المحطة الطرقية لنقل المسافرين بمدينة إنزكان، وهو يتحدث عن الارتفاع الصاروخي لتسعيرة النقل التي فرضها مهنيو النقل بعد القرار الحكومي بمنع التنقل.

داخل المحطة تأكد أن الجباة يبيعون تذاكر السفر إلى المدن المنوع السفر إليها أو منها، خاصة مراكش والدار البيضاء، إذ يصيحون بهذه الوجهات وكأنها غير ممنوعة. “ندّيوك فينما بغيتي، مراكش ولا كازا”، يقول جابٍ بعد سؤالنا له حول إمكانية السفر إلى مراكش.

ويضيف، جوابا عن سؤال آخر حول كيف يمكن التنقل إلى مراكش رغم أنها مُدرَجة ضمن المدن التي مُنع السفر منها وإليها: “غادي نحطّوك فالطريق حْدا الداوديات”.

hespress.com