عادت السلطات إلى النزول بثقلها إلى الشارع لإلزام المواطنين باحترام الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، بعد التراخي المسجّل في الامتثال لها منذ رفع الحجر الصحي جزئيا، رغم أن عدد الإصابات بالفيروس سجل مستويات قياسية خلال شهر غشت الجاري.

وتعيش شوارع وأزقة عدد من المدن المغربية، خاصة التي يتفشى فيها الوباء، أجواء شبيهة ببداية فرض الحجر الصحي في شهر مارس الماضي، حيث عاد أعوان السلطة والقوات العمومية إلى مراقبة مدى التزام المواطنين بتدابير الحماية، وتحسيسهم بخطورة الوباء.

وعلى الرغم من أن عشرات الوصلات التحسيسية تُبث كل يوم على مختلف وسائل الإعلام، إلا أن عددا من المواطنين يتعاملون مع فيروس كورونا باستخفاف يصل في أحيان إلى حد الاستهتار، ما يجعل فعالية الحملات التحسيسية التي تقوم بها السلطات بمختلف الوسائل المتاحة موضع سؤال.

وإذا كانت الجهود التي بذلتها السلطات العمومية وفعاليات المجتمع المدني قد أثمرت التزاما كبيرا من طرف المواطنين بالإجراءات الوقائية خلال فترة الحجر الصحي، فإن هذا الالتزام “لم يعد بالقوة نفسها بعد رفع الحجر، ووقع نوع من التراخي”، يقول عبد العالي الرامي، فاعل جمعوي بمدينة الرباط.

واعتبر الرامي، في تصريح لهسبريس، أن “الفترة الانتقالية” التي فصلت بين الحجر الصحي في مرحلته الأولى، والحجر الجزئي الذي أعقب ارتفاع أعداد المصابين، شهدت شيوع شعور لدى فئات من المواطنين بأن الفيروس انتهى، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الحالات بشكل كبير.

الرامي أوضح أن الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب (20 غشت) رفع نسبة الوعي لدى المواطنين، خاصة وأنه كان صريحا وتضمن تحذيرا بإمكانية العودة إلى الحجر الصحي إذا صار الوضع غير متحكم فيه، وما يترتب عن ذلك من تبعات اقتصادية واجتماعية سيتحملها المواطن.

وتابع الفاعل الجمعوي قائلا: “حاليا هناك من استشعر بطريقة تلقائية بأنّ التدابير الوقائية ضرورية، وأن ارتداء الكمامة ليس مسألة شكلية بل ضرورة”، مضيفا أن هذا الشعور تعزز بعد عودة الحملات التحسيسية المباشرة التي تقوم بها السلطات والمجتمع المدني.

وجوابا على سؤال حول كيفية تعاطي المواطنين مع الحملات التحسيسية للوقاية من فيروس كورونا، قال الرامي إن غالبية المواطنين يتفاعلون بشكل إيجابي، ويستشعرون المسؤولية الملقاة على عاتقهم، قبل أن يستدرك بأن البعض الآخر يَعتبر الأمر نوعا من التدخل في خصوصياته.

وموازاة مع الحملات التحسيسية، تلجأ السلطات أيضا إلى فرض عقوبات زجرية على المخالفين، واعتبر الرامي هذا الإجراء ضروريا، موضحا بأنه “عندما يُمسّ المواطن في جيبه، فإنه يصير يقظا أكثر، وقد لا حظنا هذا مع تطبيق عقوبة عدم ارتداء حزام السلامة للسائقين، حيث أصبح الجميع اليوم ملتزما بوضعه”.

hespress.com